المؤلفات والأبحاث

المؤلفات

الدولة المملوكية التاريخ السياسي والاقتصادي والعسكري، دار الحداثة، بيروت، ط1، 1980 وط2، 1982

يتناول هذا الكتاب لمحة موجزة عن قيام الدولة المملوكية المعروفة ب(البحرية او الاتراك) لن نناقش الآن مدى تطابق العنوان مع العهد المملوكي، ومن ثم دراسة مقصلة ومعمقة اي تركبية تحليلة للنظام العسكري المملوكي، وكيف احتكر المماليك الجندية، وبات الجيش مسيطرا من خلال تركبيه الهرمي على مقدرات البلاد السياسية والادارية والاقتصادية لارتباطه بشكل وثيق بالنظام الاقطاعي والاداري. وبالتالي صار عماد الدولة، كلما كان متماسكا وقويا نعمت البلاد بالهدوء والسكينة، وبالبحبوحة الاقتصادية ان جاز التعبير، وعندما كان يضعف تعم الفوضى كل الميادين. واخير دراسة تحليلية لاسباب فساد هذا النظام، وفشل كل محاولات الاصلاح ان وجدت.

يلي ذلك دراسة تحليلية نقدية للنظام الاقطاعي المملوكي، وتبيان كيفية توزيع الاقطاعات بين السلطان واجناده المعروفين بالمماليك السلطتنية، وبين الامراء على اختلاف درجاتهم بدءا من امراء المائة نزولا الى امير اثنين، فاجناد الحلقة، وكيفية توزيع الحصص بينهم، وتبيان مدى سطوة الامراء على حصص مماليكهم. هذا اضافة الى دراسة تحليلية لاسباب انحطاط هذا النظام وفشله.

ثم درست مرتكزات الاقتصاد: الزراعة ومدى ارتباطها بالنظامين العسكري والاقطاعي، وبسبب فشلهما انحطت، كما درست الاساليب الزراعية المعتمدة انذاك، ووضع الفلاح السئ،، الناجم عن سوء تصرف المقطعين من العسكريين، لدرجة ان بعض الفلاحين كانوا يتخلون عن اراضيهم ويفرون الى المدن للالتحاق بتنظيمات الزعر والحرافيش والشطار، وهؤلاء جميعهم يمكن ان نقول مع الاسف لفظهم المجتمع.

وتناولت بطريقة مفصلةالتجارة في عهد المماليك، بدءا بدراسة الطرق التجارية الواصلة بين الشرق والغرب الخاضعة جميعها لسيطرة المماليك باستثناء الطريق البري القادم من الهند الى بلاد فارس فاوروبا، الذي لم يكن سلوكه بالامر الهين، بل مخاطرة حقيقية لكثرة وشدة الصراعات العسكرية في البلاد التي يمر فيها. كما درست بتفصيل التسهيلات التجارية التي قدمها المماليك للتجار الاوروبيين لاسيما للبنداقة والجنويين. فازدهرت التجارة بشكل منقطع النظير، وجنى الفريقان ارباحا خيالية. ولكن السيطرة على الطرق التجارية العالمية لم تستمر، بسبب الاكتشافات البحرية، ووصول البرتغاليين الى الهند بحرا. اضافة الى هذا السبب درست بقية العوامل التي سببت الضعف الاقتصادي لدولة المماليك، والتي تزامنت مع ضعف النظامين العسكري والاقطاعي، ناهيك ببروز القوة العثمانية، والدولة الصفوية في بلاد فارس، والصراع في مابين القوى الثلاث على زعامة العالم الاسلامي وعلى السيطرة على الاقتصاد العالمي، ذلك ان مركز الخلافة الاسلامية كان في القاهرة ، والمماليك كانوا يحتكرون قسما مهما من التجارة العالمية.

ثم درست بعد هذه الخلفيات الاقتصادية والعسكرية، الوضع السياسي بتفصيل من حيث بناه تحليلا وتعليلا، لا سيما منذ اواخر العهد السلطان بيبرس، وتأسيس قلاوون فرقة المماليك البرجية، والحدث الرهيب الذي ترتب على مقتل ابنه الاشرف خليل، وتنصيب ابنه الناصر محمد على العرش وهو دون العاشرة من العمر. وبحثت بعمق بنية النظام العسكري والاداري، دوره في تمزيق البلاد من حيث الصراعات غير المنتهية بين كبار الامراء للوثوب الى العرش. وبينت كيف انتهى هذا التصارع في سلطنة الناصر محمد الثالثة الذي حكم البلاد بقدرة قل نظيرها. ولكن ذلك انتهى بموته، ليذر الضعف بقرنه على مدى نصف قرن تقريبا، بسبب ضعف السلاطين الذين اعقبوه وكانوا جميعا اما من ابنائه او احفاده. ما سمح لكبار الامراء الطامحين بالعرش التلاعب بهم، لأنهم حكموا من خلال السلطان الضعيف. وبينت مدى ارتدادته على الاوضاع كافة السياسية والعسكرية، والاقتصادية والاجتماعية من دون التوسع بدراسة المجتمع. وبرهنت اثر كل ذلك في التمهيد لقيام الدولة المملوكية الثانية.

واخيرا درست بتفصيل الفرق العسكرية للامراء في اواخر عهد السلاطين من سلالة قلاوون، وكيف ان مملوكا مغمورا تدرج بالامرة بل قفز درجات في سلم الامراء، لشدة دهائه وذكائه تمكن من القضاء ليس آخر السلاطين من سلالة قلاوون، انما ايضا على منافسيه من شركاء له في المؤامرة. كما توسعت في تحليل قيام الدولة المملوكية الثانية او المعروفة بدولة الجراكسة، وليس كما تسمى خطأ البرجية. وقد تبّن لي ان الدولة التي نخرها الفساد بعد عهد الناصر محمد بن قلاوون، لن تشفى منه، مركزا على عهدي فرج بن برقوق، وابن السلطان شيخ المحمودي.

الشرق العربي في القرون الوسطى، الدار اللبنانية للنشر الجامعي، 1996: هو كناية عن دراسة التاريخ بالنصوص، وهي فكرة اقترحها زميلنا الدكتور انطوان الحكيم، ونفذ هذا المشروع بالاضافة الي الزملاء الياس القطار، وجوليات الراسي، ومونيك مراد التي تناولت الحروب الصليبية بالفرنسية. ويدرس هذا الكتاب التاريخ الاسلامي منذ الرسالة النبوية وحتى سقوط دولة المماليك. سأتحدث عن القسم الذي درسته انا، وهو معظم العصور العباسية. لقدقاربته بدراسة نقدية تحليلية تبعا للمراحل التاريخية المتعارف عليها. بدءا العوامل التي ساهمت بسقوط الخلافة الاموية وقيام الخلافة العباسية. وقد ركزت على: انتقال الامامة من الطالبيين الى العباسيين، وتنظيم الدعوة العباسية، بالتركيز على مسارها في بلاد فارس، شارحا اسباب الخلاف بين النزارية واليمانية العربيتين في تلك البلاد، ومن ثم اعلان الدعوة فيها، فالانتصار العسكري. التي توجه ابو العباس السفاح بخطبة تولي الخلافة، ثم بينت كيف تتبع العباسيون الامويين حتى قضوا عليهم جميعهم باستثناء عبد الرحمن الداخل الذي سيعرف بصقر قريش الذي سيتمكن من الفرار الى الاندلس، ليؤسس فيها الدولة الاموية.

ثم اننتقلت الى الصراعات الداخلية في مطلع العهد العباسي، مثل ثورة ابي الورد، وعبد الله بن علي، ومحمد النفس الزكية، فثورة اخيه ابراهيم، وموقف المأمون من العلويين. ولم تكن تلك الثورات على اهميتها ما هدد الخلافة الفتية، انما الصراع العربي الفارسي الذي كاد ان يقضي عليها في مهدها، وقد ساهم في توجيهها وحهة مختلة، ستتوضح لاحقا. ولعل من معالمها الاكثر بروزا قسمة الرشيد الدولة بين ابنائه الامين والمأمون والمعتصم، ما أذن ببداية انحلال الدولة والخلافة معا. ولعل من الدلائل القاطعة على حتمية الصراع العربي الفارسي هو ايقاع الرشيد بالبرامكة، الذي مهد بطريقة ما الى الصراع بين الاخوين الامين والمأمون الذي انتهي مقتل الامين، وتوجه الدولة تدريجا نحو التحزب الفارسي، بما ذلك محاولة المأمون نقل الخلافة الى خراسان.

ثم درستالعصر العباسي الثاني او المعروف بعصر الفوضى العسكرية، بمقدمة تحليلية تركيبية، مبنية على الاخطاء التي اقترفت في العصر العباسي الاول، وفي اصتناع كبار الموالي الذين صاروا في ما بعد امراء الجند بخاصة في عهد المعتصم. ولعل من ابرز معالم هذه الخطيئة القاتلة مقتل المتوكل، ومن ثم قسمة الدولة بين ابنائه. وابرزت دور الامراء المصتنعين استباحتهم لكل الاعراف ومكارم الاخلاق، وتمسكهم بالانانية المفرطة وغير المسؤولة. ما دفع الدولة للانزاق نحو الهاوية. وكانت من ابرز معالمها الجرأة بخلع الخليفة المقتدر، وتسلط من يفوذ بالغلبة من الامراء الاترك بالغانم السلطوية والمادية، واظهار ن مقدرته بالتعسف والجور، الذي بلغ ا شأو منقطع النظير بابتداع مركز امير الامراء الذي لم يتكف بما له من صلاحيات عسكرية ومالية، انما تجرأ على الخليفة وجرده من صلاحياته. ولعل من ابرز هذه النماذج تقليد الخليفة الراضي لأبن رائق امرة الامراء. الامر الذي ادى في ما بعد الى ان صراع بين كبار الامراء على المنصب الجديد، كما سيؤدي الى خروج الجند على الخليفة المهتدي للحصول على رواتبهم. لأن ضرائب بيت المال اقطعت للامراء وهي مخافة صريحة للشرع الاسلامي الذي استبيح احيانا ارضاء لاؤلئك الرعاع.

خصصت فصلا للدويلات التي نشأت في كنف الدولة العباسية، اما تمردا على سلطة الخلفاء، او على من يسيطر عليهم من كبار الحكام، واما بدوافع عرقية، او سياسية، للحلول مكان دويلة متمردة. أكان في بلاد فارس وما وراء النهر بدْا بالطاهرية، فالصفارية، ومن ثم السامانية. او في مصر وبلاد الشام كالطولونية، والاخشيدية، والقرامطة، والحمدانية. مع دراسة معمقة لابعاد وطلعات كل منها، والعوامل التي ادت الى سقوطها. رابطا كل ذلك بالاوضاع الداخلية في الدولة العباسية على مستوى الخلافة من جهة التي لم يكن لها لا حول ولا طول على وجه العموم، وعلى من كان يسيطر على الخلفاء من جهة ثانية آخذا بالاعتبار مستوى ضعفهم او قوتهم . ناهيك بالصراعات بين تلك الدويلات، والعوامل المحركة لها، آخذا بالاعتبار المحاولات او الدوافع العبثية، التي لم يكن لها طائل لاسيما في الدويلات ذات الطابع المذهبي التي عوضا عن ان تتآزر تقاتلت في ما بينها، ما كان يريح “خصمها اللدود” العباسيين.

ودرست ايضا العهد البويهي من حيث عوامل قيام الدولة، وسيطرتها على بغداد، وعلى الخلفاء في آن واحد حتى بات الخليفة ألعوبة بيد الملك البويهي. موضحا اسباب ابقائهم على الخليفة السني، والموانع التي منعتهم من نقل الخلافة الى الشيعة، على الرغم من قدرة الملوك البويهيين على اهانة الخلفاء العباسيين واسقاطهم واستبدالهم بغيرهم. والى ذلك درست العوامل التي حالت دون دون مساعدة البويهيين للخلفاء الفاطميين للقضاء على العباسيين، وهي ظرفية بامتياز مبنية على انانية الملوك البويهيين.

كما درست في السياق عينه قيام الدولة السلجوقية في بلاد ماوراء النهر، وكيفية انتقال السلاجقة الى بغداد. باعتقادي لم يكن السلطان السلجوقي من حيث المفهوم السلطوي اكثر من امتداد نفوذ امير الامراء التركي في بغداد، انما تعززت سلطته بالتفاف القابئل الغزية حول السلاطين هذا من جهة، ومن ناحية ثانية انتشار الدويلات او الدول السلجوقية في بلاد فارس وما وراء النهر. وافردت فصلا لنظام الملك الوزير المثقف والقدير، ومبادرته في تأسيس المدارس النظامية التي تشابه الى حد الجامعات في عصرنا الحاضر. كما درست علاقاتها الخارجية واسباب تفسخها، ونشوء الاتابكيات السلجوقية.

وافردت فصلا للعلاقات الخارجية للدويلات، كل الدويلات، ان من حيث علاقاتها بالبيزنطيين، اوعلاقاتها في ما بينها. ولم اسه عن علاقاتها بالفرق المتطرفة بمن فيهم الباطنية، او ما يعرف خطأ بالحشاشين.