تكريم الدكتور نقولا زيادة.

  ان تكريم البروفسور نقولا زيادة اليوم هو بعض من حقه علينا نحن من نقل الينا المعرفة الدفينة في ثنايا المصادر العربية بشكل خاص ،ومن علمنا الخوض في كنوزها ،وفتح امامنا سبل مناهج التأريخ، وهذا التكريم ليس الا تكريما للمعرفة ،وانصافا لمؤرخ قد لا يفيه سوى بعض حقه ، وما مشاركتي في هذا الاحتفال العلمي الا امتيازا لي تخولني الخوض ،علنا، في مؤلفاته التي ارخ فيها للتاريخ العربي الوسيط،وتجيز لي استنتاج مميزاته التأريخية بحضوره ،وهي ايضا امتحان له في مدى المعرفة التي نقلها الي

     ايها الحفل الكريم، ان نقرأ مؤلفات الدكتور زيادة في التاريخ العربي والاسلامي الوسيط،نقر اننا امام مؤرخ واسع المعرفة،عميق الاطلاع، ينفرد بمنهج متمايز،وبنظرة تاريخية خاصة، شغوف بالرحلات والجغرافيين العرب وبمن شابههم،تسلبه دراسة الحضارة لبه،وتستهلك معظم وقته.

      وقبل الولوج في كنوز مؤلفاته اجيز لنفسي استعارة قول من اقواله المأثورة في التاريخ ” في التاريخ العربي قاعات قل داخلوها، وسبل قل طارقوها، وزوايا قل والجوها، وفي هذه القاعات والسبل والزوايا خير كثير، لو انصفها الناس “[1].لذلك جهد استاذي لابراز قدر ما يستطيع من هذا الخير. و خيره ليست الصراعات العسكرية ,‏،والفذلكات السياسية، وهي لا تأخذ حيزا مهما في مؤلفاته،لان معظمها استهلك ،وما برح المؤرخون متخاصمين فكريا حولها. ان معرفتها ضرورية لانها تخدم التطور الحضاري الذي يستند برأيه الى عدة ركائز:اهمية البلاد من حيث الموقع والتضاريس والموانيء والعواصم والمدن والاسواق والتجارة،وكل النواحي الاقنصادية الاخرى، وميادين العلوم كافة.لذلك تحتل هذه المواضيع مركز الصدارة في مؤلفاته وابحاثه، وتسقط منها المواضيع التي اصبحت معروفة، ويلج ما صعب او الذي لم ينل قسطا وافيا من البحث والدراسة. وبتعبير اوضح تلك التي لها علاقة بالعمران، عمران ابن خلدون ، وعمران الحضارة في القرن الثالث الهجري، عمران المدن والمدارس والثقافة والاسواق والطرق التجارية، والمجتمعات العربية كلها، والصينية،والبيزنطية وغيرها.عمران العلاقات الانسانية بين مختلف المجموعات البشرية المتنافر منها والمتآلف. وهو لا يخوض في الجزئيات لان الكليات هي الاهم. وتتبدى الكليات تصميما مفصلا يستند الى المزايا والخاصات الرئيسة ويبتغي منها امتاع القارىء وتثقيفه في آن. ولان الدخول في الجزئيات يتطلب فهم جدلية المعادلات المتعارضة، واثبات مقولات، والدخول في المنهج الجدلي ما يقتضي من القارئ ثقافة عالية جدا خصوصا في المناهج والمدارس التاريخية المتعددة، وهذا لايعني مطلقا ان المحتفى به لم يؤرخ للمثقفين والباحثين، بل هم الذين قصدهم راسما لهم الخطوط الكبرى، ومضمنا مؤلفاته كما هائلا من المعلومات النادرة والغنية، وارشادا لتعميق كل نقطة من نقاط ابحاثه. حتى ان كل بحث من من ابحاثه يصلح ليكون موضوع اطروحة دكتوراه.

       اما ابرز كتبه التي سأتناول  في هذه العجالة فهي:عربيات ،قمم من الفكر الاسلامي ،صور من التاريخ العربي، الجغرافيا والرحلات عند العرب،وافريقيات.

عربيات :ان كتاب عربيات هو في الحضارة، التي برأي الدكتور زيادة لا تنفصل عن التاريخ السياسي،الذي هو في اساس كل تطور.لذلك تركز ابحاث الكتاب على المميزات الرئيسية للعهود السياسية الوسيطة من دون الدخول في تفصيلاتها،ويرسم خطوطها العامة فاسحا في المجال امام من يريد التبحر فيها العودة الى مصادر ومراجع الابحاث ،او الى غيرها وهي وفيرة.

     وعربيات هي منطقة الشرق الادنى التي انتشرت فيها اللغة العربية وسادت.فبه معلومات قيمة عن شبه الجزيرة العربية بقسميها الجنوبي والشمالي:تضاريس وسكانا وحيوانا ودولا بما في ذلك انظمة الحكم ،وبعض العلاقات السياسية ان في ما بين هذه الدول او من حيث ارتباطها بالامبراطوريتين البيزنطية والساسانية،اضافة الى لمحات اقتصادية ولاسيما التجارية لينفذ منها الى دور مكة التجاري في ظل تنظيم قريش.

      وبما ان نشؤ الاسلام وانتشاره،والتغيير الذي اصاب الناس بفضله اصبح معارف عامة لا يرى الباحث ضرورة لاعادة تكرارها،انما يركز على الخاصات الاقتصادية الحجازية،ويعتبر ان موارد ثروة الحجاز ثلاث:الضرائب التي كانت تحمل اليه في عهدي الرسول والخلفاء الراشدين،والحج ،والتجارة. وبما ان الامرين الاوليين معروفان يسقطهما من تأريخه،ويتبحر بالناحية التجارية بالاستناد الى مصادر الجغرافيين والرحالة العرب.

      وبكلامه على انتقال الحكم الى العباسيين يسلط الضوء بايجاز رائع على نقاط الضعف الاموي،ويصرح بانه لا ينوي التأريخ للخلافة العباسية لا كلا ولا جزءا،بل يرسم الاطار الذي تمت بداخله تبدلات وتطورات وتغييرات شملت المجتمع من حيث الادارة والتنظيم و التمزق السياسي[2]،مختصرا ،بفن المؤرخ ،استعادة ماض والوقوف على اهم منجزاته وهناته.[3]والاسواق ،برأيه، ركن من اركان المجتمع لانها صورة للحياة العقلية والاجتماعية،وهي كلما تعددت وازدهرت تعكس بالمقدار نفسه النشاط في حياة الجماعة ،وما ركودها الا نتيجة اضطراب شؤون المعاش والاحوال.[4]ولهذا تحتل الاسواق منزلة مهمة في كتاب عربيات،وهي متعددة :الموسمي كالحج ،وهبوب الرياح الموسمية في الشرق الاقصى،والاسبوعية والشهرية. ومنها الثابت .ولكل من النوعين دور في انتظام الحركتين التجارية والاقتصادية.من هذا المنطلق نجد في كتاب عربيات عدة ابحاث اخرى تتحدث عن التجارة :اثنين عن بلاد الشام الاول يبحث في تطور التجارة الداخلية ،والثاني في التجارة الخارجية او العالمية،وبحث ثالث عن تطور التجارة في العهد الصليبي.

      يعتبر الدكتور زيادة ان ديار الشام اغنى الجهات بالاسواق ومواقع الخانات ونقط الاراحة،[5]وهي عريقة بالقدم لمرور الطرق التجارية الواصلة الى بلاد الرافدين فيها،ولحاجة هذه البلاد الى البخور ليحرق في الاحتفالات الدينية،ولمشتقات اخرى من الطيوب.فالبخور الاصلي (اللبان)مصدره جضرموت، واليمن مستودع طيوب متعددة مصدرها جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الافريقي.ويعدد المحتفى به الخاصات المهمة لهذه الطرق ويؤكد انها هي التي دفعت الامبراطوريتين البيزنطية والفارسية لاحتوائها ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل .[6]وتمكنت مكة في ظل تنظيم قريش من  تولي زعامة هذه الطرق ،او على الاقل السيطرة على الطريق الرئيسي .

   وبقيام الاسلام وتوسع الفتوحات زالت معظم العقبات امام التاجر العربي ،وانفتحت امامه كل الطرق التجارية من حدود الصين وحوض السند الى ايبيريا . والتجارة ،باعتقاده تتركز على العرض و الطلب.والطلب متوقف الى درجة كبيرة على المستوى الحضاري الذي بلغته الجماعة التي تطلب السلع بما في ذلك التقاليد والعادات الاجتماعية والدينية.واما العرض فمتوقف على مقدرة المنتج[7].وساهمت الصناعة بديار الشام بتطور الحركة التجارية بعد ان اصبحت دمشق عاصمة الخلافة،وبعد قيام ارستقراطية عربية قادرة على الاستهلاك ولا سيما بوفرة الغنائم والتوظيفات[8].

     ويمكن للباحث استخلاص ان نمو التجارة الخارجية الشامية ولاسيما في العهد العباسي يعود الى عدة عوامل اساسية هي : 1- النمو السريع للسكان وتجمعهم في المدن[9].

  • حمل الرقيق بجنسيه الاسود والابيض الى الدولة العباسية [10].
  •  بلوغ السكان مستوى عال من الحضارة واقبالهم على استهلاك السلع المتنوعة كالطيوب والتوابل والاقمشة الفاخرة[11].
  • ازدياد عدد الجند وجنوحهم الى السلطة ما افرز عددا من الدويلات.[12]
  • عناية الدولة العباسية بالطرق والبريد والخانات والمحطات على تنوعها.
  • تطور علم الطب واشتداد الطلب على السلع الطبية.[13]
  • الحاجة الماسة الى الورق.[14]
  • نزويد الجيوش بحاجتها من الثياب والسلاح.[15]
  • اعتياد اهل الصين على استهلاك منتوجات آسيا الغربية عبر القرون السابقة لقيام الدولة العربية.[16]

     وتتضمن هذه الابحاث معلومات قيمة عن انواع السلع ومصادرها ،ودورها في الحياتين الاجتماعية والسياسية،ومستواها بما في ذلك الذهب والفضة ،واسباب التضخم المالي، هذا فضلا عن دراسة للطرق التجارية وتطور المحطات عليها .

     والدكتور زيادة لا يترك فراغا في الحقبات التاريخية والتجارية ،فيتحفنا ببحث عن العلاقات التجارية في العهد الصليبي يكمل الابحاث التي تحدثت عنها خصوصا تلك التي تناولت التجارة العالمية في العصور الوسطى .ويطرح فيه تساؤلا اساسيا عن الصراعات العسكرية يمكن اعتاره ثابتة تاريخية،وعبرة للحاضر .يقول ما حرفيته:”هل من درس تمليه علينا هذه الاحداث البعيدة؟هل من رؤية يمكن ان تعكسها تلك الحوادث بانكساراتها وانتصاراتها بآمالها وآلامها بحيث بدل ان نتلفت الى الخلف تحملنا الى التطلع الى الامام؟[17]

   قمم من الفكر العربي الاسلامي ،الاهلية للنشر والتوزيع ،بيروت،1987 .

      يدرس الدكتور زيادة في هذا الكتاب سبعا وعشرين شخصية بين مؤرخ ومحدث وفقيه ورحالة واداري وكاتب تراجم وطبيب وفيلسوف وعالم اجتماع بدءا بابن اسحق صاحب اتم وافضل سيرة نبوية شريفة ،وانتهاء بالمقريزي .يمهد لكل واحد من هؤلاء بدراسة مهنته في عصره تبيانا لمنزلته من جهة،وكي يتمكن الباحث او القارئ العادي من تتبع التطور الذي اصاب هذه المهنة من منتصف القرن الثامن وحتى اواخر القرن 15م. ثم يكتب سيرة حياته:مكان وتاريخ مولده،رحلاته في طلب العلم،الاماكن التي درس فيها ،استيطانه،ومؤلفاته،ويعين مكانته في تاريخ الفكر العربي والاسلامي. ثم يختار نماذج من كتاباته التي تصب في خانة الحضارة .ويقر استاذي انه لا يفي هذا الرجل حقه لان الغاية الاساسية من كل ذلك القاء نظرة واضحة على قيمة العمل الذي قام به في تاريخ الحضارة العربية والاسلامية ،وهو يقول في هذا الصدد:”لسنا نحسب ان العالم عرف في تاريخه الطويل ،ما عرفه ابان قيام الدولة العربية الاسلامية ونشؤ المحتمع العربي الاسلامي وتطور الحضارة المرتبطة بالامرين،وذلك من حيث الاختلاط والامتزاج والتفاعل والتجاذب بين شعوب مختلفة وحضارات متباينة حية او بائدة وثقافات روحية ومادية.”[18]

    الرحالة العرب ، دار الهلال ،1956 .

      يبداء الكتاب بالتعريف باهمية الرحلات،ودورها في الحضارة وتوسيع المعرفة.وهو لا يختلف منهجا عن الكتاب السابق(قمم…) الا من حيث الفترة الزمنية،وتجانس الشخصيات .فهو يتناول الرحالة العرب وفق القرون بدءا بالقرن 12م. وانتهاءا بالقرن 15م. منتقيا ابرز الرحالة في كل قرن.ويفرد فصلا طويلا لابن بطوطة لانه يعتبره رحالة محترفا امضى 28 سنة في الحل والترحال منقبا عن كل ما يتعلق بالحضارة الانسانية في معظم مجتمعات العالم القديم[19].ويقول فيه:”لقد طبع ابن بطوطة الرحلة في القرن 14م. بشخصيته القوية النابضة بالحياة،المتطلعة الى كل ما حولها بشوق دائم…وقدرت المسافة التي قطعها بنحو 120الف كلم .وقد جرب الا يقطع الطريق مرتين ونجح في ذلك الا في ما ندر. ولا يعرف تاريخ الرحلات من اجتاز مثل هذه المسافة قبل العصور الحديثة”[20].

    وان شغف الدكتور زيادة بالحضارة دفعه لانتقاء نماذج من مؤلفات الرحالة تناسب النواحي الاجتماعية :فاختار من الجزيرة العربية انواع الابنية وطرق بنائها،الشوارع،المياه،الثمار،التجارة و الحج؛ومن العراق وصف المدن ولاسيما بغداد،والاسواق،والقيساريات،والخانات،وبيوت العامة وبيوت الجند.[21]ومن بلاد الشام المدن والابنية:جوامع وكنائس،والمدارس والاسواق،والاسوار.[22]

     ان شغف الدكتور زيادة بالرحلات له ما يبرره لانه هو نفسه رحالة،ويتبدا لنا ذلك في مقدمة كتابه افريقيات التي يحدثنا فيها عن تطوافه في انحاء المغرب العربي كلها،وفي صور من التاريخ العربي الاسلامي،وفي لبنانيات ،وشاميات،واكثر ما يظهر ذلك في جزئي كتابه “ايامي”.

       افريقيات ،رياض الريس ،بيروت-لندن ،1991 .

    يتناول الكتاب مواضيع متعددة بعضها وسيط وبعضها الاخر حديث قاسمها المشترك هي الحضارة،يتصدرها بحث “المدينة في الاسلام وظيفتها وخصائصها”[23] يعدد مؤرخنا وظائف المدينة الاسلامية داعما رأيه بالبينات .فهي اما ان تكون مركزا للجيش مثل القيروان والبصرة والكوفة،او مركزا للملك والادارة وفي الغلب هي العاصمة،او مركزا لادارة محلية كتونس وقرطبة.والى جانب هذه الوظائف الاساسية الاصيلةتمتعت بعض المدن بوظائف خاصة وبدور ميزها عن غيرها مثل دمشق التي كان لها الفضل في التنظيم البيروقراطي الاداري في الدولة العربية الناشئة.[24]اما بغداد فهي عربية المنشأ وتمثلت وظائفها الخاصة بنقل التراث الهندي والفارسي والسرياني واليوناني الى اللغة العربية ثم انها بنفسها خلقت الحضارة العربية والاسلامية.[25]وتتمتع مراكش بوظائف خاصة من حيث انها اولا كانت معقل الاسلام في الرقعة الجنوبية الغربية للمغرب العربي،ونقطة انطلاقه لتوضيحه وتفسيره بشكل صحيح .وثانيا لحماية العرب والمسلمين في الاندلس فمنها انطلق المرابطون والموحدون لتقديم الحماية اللازمة.[26]وكانت قرطبة نقطة اجتماع لعناصر مختلفة من الشعوب والثقافات،ولم يكن فيها غليان فكري وتصارع حضاري على غرار مدن الثقافة المشرقية،انما كان فيها قبول لما ينتج في الشرق وامتصاص لعادات اجتماعية كانت هناك.[27]انما كانت لقرطبة وغيرها من مدن الاندلس وظائف اخرى اذ شكلت معبرا رئيسيا للفكر العربي الاسلامي والفلسفة العربية الاسلامية وغير ذلك من العلوم الى اوروبا .[28]

      واختصت القاهرة باكثر من وظيفة:فهي انشاء فاطمي، وتحولت الى دار علم ونشر لفلسفة ودعوة جديدة عبر الازهر الشريف.[29]وتحولت في العهد المملوكي الى عاصمة سلطنة عظيمة وتمثلت وظيفتها باخراج الصليبيين من الشرق وصد الهجمات المغولية.[30] وتعهدت فاس في عهد بني مرين في القرانين 13 و14م. اختزان العلم واحتضانه،وصارت ضمير الاسلام المتعلم في المغرب الاسلامي.[31]ويخلص استاذنا في بحثه هذا الى انه صار في طرفي العلم العربي مستودعان للمعرفة الاسلامية بواسطة وظائف المدن.

      المدرسة الاسلامية في المغرب العربي :ابداء هذا البحث بقول للبروفسور زيادة “في تاريخ الاسلام صفحات مشرقة وخالدة كثيرة،ولعل من اكثرها اشراقا تلك التي سجلها الاسلام في تاريخ التعليم”.[32] لقد عرف العالم الاسلامي مؤسسات تعليمية متنوعة مثل الكتاب وهو اول مؤسسة تربوية اختصت بتعليم الاطفال،والرباط وهو في الاساس ثكنة عسكرية اقيمت لمراقبة السواحل وكانت المدرسة من بين المهمات التي اطلع بها.[33]ولكن الرباط اخنص تدريجا بالناحية العسكرية لتقوم الزاوية بمهمة التعليم مكانه. ويفند المحتفى به انواع الذوايا الثلاث،ويعتبر ان المدرسة مثلت المرحلة الثانوية.[34]واختصت المدارس الموحدية ايام عبد المؤمن كل واحدة بوظيفة:تخريج الموظفين الاداريين،وتعليم الامراء الموحدين،وتخريج الملاحين .[35]

    اما المدرسة المشرقية فكان يتم اختيار طلابها اما لذكائهم،او منزلتهم الاجتماعية،ويتوقف نجاحها على الشيخ الذي يعنى بها.[36]وضمت المدرسة الى الفقهاء والمحدثين الاطباء والمهندسين والفلكيين واصحاب المعارف بالرياضيات والزراعة وغير ذلك. والى جانب المدرسة نشأت الجوامع الكبرى التي تشبه الجامعات اليوم،[37]لان التعليم فيها كان اعمق والصق بالجذور.[38]وثمة فرق بين المؤسستين”ان المدرسة كانت للدولة ومع الدولة، ولكن الجامع مع علمه ومع نفسه .”[39]

   هذا غيض من فيض مميزات مؤلفات الدكتور نقولا زيادة  في التاريخ العربي والاسلامي في العصور الوسطى،فهو عربي بامتياز ،بعيد عن العصبيات الاقليمية ،فهو في آن شامي وحجازي ومصري ومغربي. نذر حياته لنبش كنوز الحضارة العربية والاسلامية من بين حنايا وجنبات المصادر وسطرها ابحاثا ومؤلفات خالدة تتحدى صناديق الاهمال والنسيان .                                                        اننا بتكريمه اليوم نكرم انسانية الانسان،والمؤرخ العربي،ونكرم المعرفة بمعناها الاوسع والاعم،كما نكرم الالتزام بالحضارة العربية. ارجو من الله ان يمد بعمره كي يزيد على المكتبة العربية علما،وعلى الحضارة الانسانية حضارة .


[1] -الاهداء ،زيادة نقولا،كتاب، صور من التاريخ العربي .

[2] – زيادة (نقولا)،عربيات ،رياض الريس ،بيروت-لندن ، 1994، ص 100

[3] – نفسه ،ص 106-116

[4] – نفسه ،ص 117.

[5] – نفسه ،ص 131.

[6] -عربيات ، ص134.

[7] – نفسه ،ص 131-132 .

[8] – نفسه ، ص139-140 .

[9] – عربيات ، ص 150 .

[10] – نفسه ،ص 151 و 159 .

[11] – عربيات ، ص 150 .

[12] – نفسه ،ص 152 .

[13] – عربيات ،ص 160 .

[14] – نفسه نص 160 .

[15] – نفسه ،ص 181 .

[16] -المكان نفسه .

[17] – عربيات ، ص 171 .

[18] – زيادة (نقولا)،قمم من الفكر العربي الاسلامي ،الاهلية للنشر والتوزيع ،بيروت ،1987 ، ص 44

[19] – زيادة (نقولا) ،الرحالة العرب ،دار الهلال ،1956 ، ص 122 .

[20] – المكان نفسه .

[21] -المرجع السابق ،ص 72-73 .

[22] – نفسه ،ص 72-75 .

[23] – زيادة ( نقولا )،افريقيات ،رياض الريس ،بيروت – لندن، 1991 ،ص 99 .

[24] – نفسه ، ص 99 .

[25] – افريقيات ، ص 100 .

[26] – المكان نفسه .

[27] – المكان نفسه .

[28] – افريقيات ، ص 101

[29] – المكان نفسه .

[30] – المكان نفسه .

[31] – افريقيات ، ص 101 .

[32] – المرجع نفسه ،ص 197 .

[33] – نفسه ،ص 198 .

[34] – افريقيات ، ص 199 .

[35] – المكان نفسه .

[36] – افريقيات ، ص 199 – 200 .

[37] – نفسه ، ص 200 .

[38] – افريقيات ، ص 201

[39] – المكان نفسه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *