الصالح نجم الدين ايوب: كان الصالح نجم الدين ايوب ابن الكامل قد دخل بصراع مرير مع اخوته وابناء عمومته في بلاد الشام على احقية عرش مصر، وبالتالي الخضوع له او الاعتراف به سلطانا على الايوبيين. ومن اجل الانتصار عليهم، وتأمين جيش يكون ولاؤه له وحده، عمد كغيره من الملوك الايوبيين الى شراء اعداد من المماليك وعمل على اعدادهم عسكريا ودينيا. واختار جزيرة الروضة مكانا لاقامته فبنى فيها قصرا وطباقات لمماليكه في شباط 1241/639. وبنى في الوقت عينه مدينة عسكرية على طرف الصحراء اسماها الصالحية تيمنا بلقبه.
لم يحسم الصراع بين الايوبيين الذي كانت بلاد الشام مسرحا له، وشارك فيه الصليبيون وحققوا مكاسب من دون قتال لأنهم تعهدوا مساعدة الصالح اسماعيل لقاء حصولهم على صفد وشقيف ارنون: فقد حاصر الصالح اسماعيل صاحب دمشق قلعة شقيف ارنون واستولى عليها وقدمها لمتولي صيدا الصليبي سنة 638/1240، وقدم للصليبيين طبرية وعسقلان في العام التالي 639/1241.
وهكذا تحالف الصالح اسماعيل مع الصليبيين والناصر داوود ملك الكرك، وصلاح الدين شيركوه امير حمص وهاجموا جميعهم مصر وانهزموا في تشرين الاول 1244 امام الصالح نجم الدين وحلفائه الخوارزمية الذين كانوا هاجموا القدس واستولوا عليها في 11 تموز 1244 /642، مما ادى الى اعتراف الملوك الايوبيين في الشام بسلطنة الصالح نجم الدين الذي دخل دمشق عام في 26 آذار 1247، وبعلبك، والقدس، ثم عاد الى القاهرة وامر باعدام اخيه العادل في سجنه مخافة ان يعود بطريقة ما الى الحكم.
الحملة الصليبية السابعة: ادى سقوط القدس الى ارسال حملة صليبة جديدة بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع او القديس لويس التي ابحرت من مرسيليا عام 1248/646، وامضت الشتاء في قبرص مما اضعف من زخم مقاتليها، ثم توجهت الى مصر ووصلت الى دمياط في 4 حزيران 1249 وكان الصالح نجم الدين ايوب مريضا، وعجز الايوبيون بقيادة الوزير فخر الدين يوسف عن حماية دمياط التي سقطت بايدي الصليبيين، وتوفي الصالح نجم الدين خلال المعركة، وكتمت زوجته شجر الدر الخبر عن جيشه الذي تمكن من تحويل نصر الصليبيين الى هزيمة لسوء تصرف الفرنسيين.
الدولة بعد بيبرس: كان بيبرس يدرك تماما ذهنية المماليك، ورفضهم الشديد لمبدأ وراثة العرش، ومع ذلك جهد ليقنع نفسه بقدرته على تغيير تلك الذهنية فعهد لابنه السعيد بركة خان بالعرش سنة 660/1262 في حياته، واقسم كبار الامراء يمين الولاء له. ومارس السعيد بركة الحكم في غياب والده الذي طالما غاب عن مصر بسبب كثرة حروبه مع المغول والارمن والصليبيين والحشاشين ( الفداوية). وفي سنة 1264 اقام بيبرس احتفالا حضره الخليفة والعلماء وكبار القضاة فوّض فيه العرش الى ابنه السعيد بركة. وطلب الى ابنه، وهو في حالة النزاع الاخير سنة 1277 ، الحذر من كبار الامراء ” فهؤلاء الامراء يرونك بعين الصبي” ونصحه بقتل كل امير يشك بولائه او اذا قويت شوكته كثيرا.
ولما اعتلي السعيد بركة خان العرش شرع الامراء يسببون له المشاكل ويدسون له الدسائس: فقد اتهموه بدس السم للامير بدر الدين بليك نائب السلطنة، وكلما عيّن نائبا جديدا للسلطنة عمدت بطانة السلطان الى تخويفه منه. حتى صار يقرّب منه صغار الامراء، فابتعد الكبار عنه وشرعوا بالتآمر عليه. وفي عام 1278 اراد السلطان زيارة بلاد الشام لتفقد احوالها فظن نوابها انه يريد بهم شرا، فهربوا منه من دون ان يتمكن من استمالتهم او طمأنتهم. ولما عاد الى القاهرة دخلها بصعوبة فحاصره الامراء بالقلعة حتى الزموه بالتنازل عن العرش سنة 1279. فعرض العرش على الامير قلاون اقوى الامراء والعقل المدبر لخلع السلطان فرفضه لأن الفرصة لم تكن قد نضجت بعد، وقدّمه الى سلامش الابن الثاني لبيبرس البالغ السابعة من العمر وصار وصيا عليه. وبعد مضي ثلاثة اشهر مهّد الطريق الى العرش بان احدث تشكيلات جديدة ابعد بها المؤيدين لبيت بيبرس واحل مكانهم جماعة من مناصريه، ثم خلع سلامش بالطريقة التقليدية واعتلى العرش مكانه عام 1279.
اسرة قلاوون: نشأ مجتمع المماليك على التحاسد والخديعة والغدر، ولم يكن من فضل لأحد الامراء على الاخر الا كثرة دهائه وشدة حذره وغدره. ولم يكن الامراء يعتقدون باحقية احدهم على الاخر وينظرون الى السلطان على انه اول بين متساوين، واذا كان ليّن العريكة واحتجب عنهم يصبح من الضروري خلعه ليخلفه في معظم الاحيان اقوى الامراء الذي غالبا ما يكون وراء عزله. ولم ينظر قلاوون الى بيبرس الا من هذه الزاوية، وكان يرتقب الفرصة لينتزع العرش. وكان امراء المائة في العرف المملوكي متساوين من حيث المنزلة، ولا يمتاز واحد عن الاخر الا بالوظيفة التي يشغلها، وكان كل واحد يجهد الى الوصول الى اعلى المراكز، ونظروا الى اولادهم نظرة استعلاء، ولم يعتبروهم من المماليك لأن الرق لم يمسهم، وسمحوا لهم بالانضمام الى الجيش المملوكي تحت اسم اولاد الناس، وكانت رتبة الواحد منهم امير خمسة، مما جعل فكرة وراثة العرش بعيدة عن اقتناعات المماليك. وعلى رغم اقتناع بيبرس بهذه الذهنية فانه اراد الخروج عليها معتمدا وسائل بدائية مثل تزويج ابنه السعيد بركة من غازية خاتون ابنة قلاوون معتقدا ان قلاوون لن يضحي بصهره. واثبت الوقائع ان قلاوون ترك صهره يهوي من دون ان يرشده، وكان احد الذين اتهموه بدس السم لنائب السلطنة.
تعرّضت بداية عهد قلاوون الى مثل ما كانت تتعرض له بدايات عهود السلاطين من امتناع بعض النواب عن تأييد ما حصل خصوصا من قبل نائب دمشق. فقد خرج نائب دمشق الامير سنقر الاشقر على قلاوون ونادى بنفسه سلطانا معتبرا ان لا شيئ يميز السلطان عنه. ولما فشل مشروعه عام 1280 اثر الحملة العسكرية الكبرى التي ارسلها قلاوون الى بلاد الشام إلتجأ الى المغول وزيّن لهم الهجوم على بلاد الشام، وتآمر في العام التالي مع بعض الامراء الظاهرية والصليبيين للانقضاض على الدولة المملوكية، ولكن المؤامرة كشفت واعدم المتآمرون سوى سنقر الذي فر الى المغول في العراق.
وشعر قلاوون بسوء نية المماليك الظاهرية، وخاف على نفسه من كثرتهم، فانشاء فرقة من المماليك الجراكسة ليكون ولاؤها له وحده، وجهد يزيد تعداد اعضائها حتى بلغوا في نهاية عهده حوالى 3700 مملوك. وواجهته الى جانب الثورات الداخلية مشاكل اخرى لها علاقة بها في بعض جوانبها اذ عمد سنقر الاشقر الى احتلال بعض القلاع في بلاد الشام مثل قلعة صهيون واتصل بالمغول والصليبيين لمساعدته ضد السلطان، الامر الذي شجع المغول للهجوم على تخريب بعض قلاع بلاد الشام عام 1280 ثم الدخول الى حلب وتخريبها واحراق قسم منها. وفشل الصليبيون بالاستيلاء على حصن الاكراد عام 1280. فعمد قلاوون الى مهادنة الصليبيين المتمثلين بفرسان الداوية والهيكليين وبوهيموند السابع كونت طرابلس وعقد معهم هدنة لمدة عشر سنوات للانصراف الى محاربة المغول ووضع حد لاعمالهم التخريبية بل لردعهم عن بلاد الشام. وتمكن في تشرين الاول من العام 1281 من انزال الهزيمة بالمغول المتحالفين مع مملكة ارمينيا في معركة حمص اجبرتهم الى الفرار الى العراق.
واستمر الصليبيون كعادتهم يتنازعون فيما بينهم على الملكيات ووراثة العرش على تنوّعها، فاستغل قلاوون النزاع بين الصليبيين واستولى سنة 1287 على اللاذقية آخر مدن امارة انطاكيا. وتوفي في السنة عينها كونت طرابلس من دون ان يترك وريثا فتنازع الصليبيون على وراثة الكونتية واستنجد بعضهم بقلاوون، الذي اغتنم الفرصة وجهّز جيشا كبيرا واحتل طرابلس في نيسان 1289. ثم سقطت المدن الساحلية المتممة لطرابلس مثل جبله وبيروت، ولم يبق للصليبيين سوىصيدا وصور وعكا وعثليث.
اولاد قلاوون: وقع قلاوون بالخطأ نفسه الذي ارتكبه بيبرس اذا عهد سنة 1280 بالعرش الى ابنه علاء الدين علي بحياته وبايعه سلطانا وليس وريثا كما فعل بيبرس قاطعا بذلك الطريق على الامراء الى العرش بعد موته. ولكن علاء الدين مات عام 1288 مسموما في حياة ابيه، ويعتقد عدد من المؤرخين ان اخاه خليل هو الذي دسّ لهم السم. ورفض قلاوون توقيع العهد بالعرش لابنه خليل من بعده لأنه لم يكن رجل دولة بل فاسقا يحب سفك الدماء.
تعرض مطلع عهد الاشرف خليل الى ثورة الامير حسام الدين طرانطاي نائب السلطنة اعتقادا منه بانه احق من خليل بالعرش متآمر على السلطان الذي كشف المؤامرة وقبض على المتآمرين وقتلهم وصادر ممتلكاتهم، وجعل الامير بيدرا نائب للسلطنة. وتمكن في مطلع نيسان 1291 من الاستيلاء على عكا آخر الحصون الصليبية في الشرق، وبالتالي جلا الصليبيون نهائيا عن المشرق.
ازداد الاشرف خليل بعد هذا الانجاز المهم تعاليا على الامراء وانفة، من دون ان يترقب العواقب، او ان يفهم العقلية المملوكية المتمحورة على الغدر والخديعة، او انه فهمها واعتبر نفسه اقوى من يصاب بمكروه خصوصا انه زاد باعداد المماليك البرجية ألفي مملوك وبالتالي صار عدد البرجية كبيرا 5700 مملوك ارعبت الامراء. لكن ذلك لم يمنع بيدرا نائب السلطنة مع الامراء وعلى رأسهم حسام الدين لاجين من التآمر على السلطان وقتله وهو في الصيد عام 1293. بايع القتلة الامير بيدرا قاتل السلطان بالعرش في مسرح الجريمة، وعجزوا عن الوصول الى القاهرة لأن المماليك البرجية بزعامة الامير زين الدين كتبغا طاردوا المجرمين وقتلوا بيدرا ونصّبوا محمد الابن الثالث لقلاوون سلطانا وعمره لم يجاوز التسع سنوات من دون ان يجرؤ احد على الوقوف بوجهها، وجعلوا الامير كتبغا التركي زعيم البرجية وصيا عليه. لم يكافئ كتبغا البرجية بل اتهمهم باثارة الفتن فشتت قسما منهم، فقاموا بثورة فاشلة استغلها كتبغا لصالحه فخلع الناصر محمد واعتلى العرش مكانه عام 1294.
ومن سوء طالعه جاء فيضان النيل متدنيا فارتفعت الاسعار وعمت المجاعة وانتشر الوباء. كان كتبغا قصير النظر اذ عفا عن حسام الدين لاجين المشارك بمقتل الاشرف خليل وجعله نائبا للسلطان من دون الاخذ بعين الاعتبار شعور البرجية او الانتباه الى مصالحها. وزاد في الطين بلة انه استقدم جماعة من المغول المعروفين بالاويراتية – وهو من اصول مغولية اسر في معركة حمص على عهد قلاوون- وكانوا وثنيين وقرّبهم منه مما اثار عليه نقمة الشعب. واستمر ينكل بالبرجية حتى ساءت اوضاعهم الاقتصادي والاداري، فتآمروا عليه مع لاجين وخلعوه واعتلى لاجين العرش مكانه عام 1296. ولضعفه رضي كتبغا بالتنازل عن العرش والاقامة في صرخد احدى بلدات دمشق، وهو السلطان الوحيد الذي رضي بترك عرشه من دون بذل جهود لاسترداده.
تميّز عهد لاجين بالفوضى الادارية: فقد انصاع كليا لمنكوتمر أحد مماليكه الذي صار عمليا سلطانا، فتعالى على الامراء، واهان بعضهم. ومن ثم قام بالروك الحسامي فساوى فيه حصص المماليك الجراكسة بالمماليك الاتراك مما ادى الى ارتفاع منزلة الجراكسة مجددا. واستبد منكوتمر بامور الدولة من دون رادع او وازع او يحترم اي امير مهما بلغت منزلته مما ادى الى قتله على يد كرجي احد زعماء البرجية. وكان الصراع على اشده بين البرجية والاتراك من دون ان يجرؤ اي من الفريقين تقديم العرش لأحد الامراء، وكحل للمشكلة اعيد الناصر محمد الى الحكم للمرة الثانية (1298 –1308) وصار الامير سلار التركي نائبا له.
استغل المغول بقيادة غازان الوضع غير السوي عند المماليك واغاروا على بلاد الشام وانتصروا على المماليك سنة 1298 في معركة مجمع المروج بين حمص وحماه، واستباحوا دمشق، ثم عاد غازان الى بلاده لما علم بالحملة الكبيرة التي اعدها السلطان الى بلاد الشام. وتجددت المعارك بين الفريقين الى ان انتصر المماليك على غازان انتصارا ساحقا في معركة مرج الصفر سنة 1302 ابعدت خطرهم الى اجل طويل جدا مما قوّى مركز البرجية لأنها كانت قلب الجيش المملوكي.
كان وضع الناصر محمد حرجا جدا، لأنه عجز عن مجابهة كبار الامراء، وكان ان اشتد الصراع بين البرجية بزعامة بيبرس الجاشنكير، وسلار زعيم الاتراك، ومنعوه حتى عن الاتصال بالناس، وضيقوا عليه، فضاق ذرعا بالوضع، ثم استقال سنة 1308 متذرعا انه يريد الحج واعتصم بالكرك. واعتلى العرش مكانه زعيم البرجية سيدة الموقف. ولم يكن المظفر بيبرس الجاشنكير رجل الساعة، وتدخل الشعب للمرة الاولى وسار في تظاهرة في شوارع القاهرة مطالبا بعودة الناصر محمد لتشاؤم الناس من انخفاض مستوى الفيضان، فكانوا يرددون في تظاهرتهم: سطاننا ركين ( تصغير لركن الدين) ونائبن دقين ( يقصدون سلار شبه اجرد الزقن) يجينا المي منين، جيبون الاعرج. ولم يرض نواب بلاد الشام بما حصل ورفض قسم منهم الاعتراف ببيبرس الجاشنطير سلطانا، وكاتب نواب حلب وحماه وطرابلس الناصر محمد واستأذنوه بالقدوم الى الكرك. وحاول بيبرس ترهيب الناصر محمد بتهديده بمصير ابناء الظاهر بيبرس، وحاول تجريده من مماليكه وما عنده من خيول وسلاح، مما دفع الناصر الى طلب معونة حلفائه في بلاد الشام، وتوجه الى دمشق، والتف الناس والامراء والمماليك حول الناصر. فلم يجد السلطان بدا من الرضوخ، وطلب الغفران من الناصر فاعيد النصر محمد الى العرش للمرة الثالثة سنة 1309 واستمر في الحكم حتى عام 1340.
يعتبرعهد الناصر الثالث ابهى عهود المماليك، واكثرها هدوءا ورخاء، فحكم البلاد بيد من حديد: فقتل بيبرس الجاشنكير، وسجن سلار حتى مات، وشتت افراد البرجية الذي جهد بانشائها وتمييزها عن بقية الفرق المملوكية ابوه واخوه خليل. وكلما شك بامير قتله، واذا اجتمع اميران من دون اذنه كان يأمر بقتلهما، وكلما كبر مستوى احد الامراء عزله او قتله. وامتدت رقعة الدولة في عهده من المغرب غربا الى الشام والحجاز شرقا، ومن النوبة جنوبا الى آسيا الصغرى شمالا.
عهود اولاد واحفاد الناصر🙁 1340-1382) لم يتمتع اي من السلاطين الاثني عشر الذين خلفوا الناصر من سلالته باي مأثرة تستحق الذكر او التوقف للكلام على صاحبها. فحكم في العشرين سنة الاولى لوفاته( 1341-1361) ثمانية من اولاده، وفي الواحد والعشرين سنة الثانية اربعة من احفاده. وجدير بالذكر ان بعض هؤلاء حكم وله من العمر سنة واحدة، وبعضهم الاخر لم يستمر حكمه اكثر من شهرين. اما الكبار في السن الذين تولوا العرش ما استطاعوا ممارسة صلاحياتهم بشكل سليم لأن كان كبار الامراء كانوا يحكمون من خلالهم. وكانت عهودهم من اسوأ مراحل السلطنة المملوكية سفكا للدماء، ووفرة في الثرات، واخلالا في النظام العام، وخروجا على الاعراف والتقاليد. ومما يلفت الانتباه في عهود هؤلاء السلاطين ان: ستة منهم اقيلوا، واثنين توفيا طبيعيا، واربعة قتلوا. وقد تميزوا اجمالا بشرب الخمر، والانغماس باللهو والمجون، والانعام على المحظيات والخدم بالاموال والاملاك والهبات المتنوّعة.
واستنزفت في عهودهم الحروب غير المنتهية بين فئات المماليك المتنوعة طاقات البلاد الاقتصادية. غدا بامكان بعض الامراء الاقوياء زيادة تعداد مماليكهم اضعاف الاضعاف التي يسمح بها النظام العسكري فبلغ تعداد مماليك يلبغا العمري ما يزيد على 3500 مملوك. واكتفى كبير الامراء او اشدهم نفوذا بالحكم الفعلي من خلال السلطان بتوليه منصب اتابك العسكر، ولم يجرؤ على عزل السلطان خوفا من امراء آخرين كبار
كان الضعف قد تسرب الى قلب الدولة خصوصا في مطلع منتصف القرن الرابع عشر فاستبيح النظامان العسكري والاقطاعي المملوكيان.
ان كل ذلك سمح لوراثة العرش في الدولة الاولى خصوصا في اسرة قلاوون بالنجاح من دون ان يعني ذلك نجاحا في الحكم بل انهيارا.