مخطط البحث
اولا: الوضع في اوروبا عشية الحروب الافرنجية في المشرق العربي.
– القدس في المنظارين الاوروبي والاسلامي.
– حاجة الافرنج للجمهوريات الايطالية.
– اوضاع الجمهوريات الايطالية.
ثانيا: الافرنج في المشرق العربي.
- الوضع السياسي والعسكري في العالم الاسلامي.
- تأسيس مملكة القدس اللاتينية.
- دور المملكة في احتلال جبيل وطرابلس.
- دور المملكة في احتلال صور.
- علاقة القلاع والحصون بالتجارة.
ثالثا: الامتيازات التجارية والادارية.
- امتيازات الجنويين
- امتيازات البيازنة
- امتيازات البنادقة
- امتيازات جاليات اخرى.
رابعا: التنافس التجاري.
- دور المعاهدات الاداري.
- الاحتكام الى السيف لصون المعاهدات.
- نماذج من التنفيذ الفعلي للامتيازات.
خامسا: الطرق والسلع التجارية.
- الطرق العالمية الرئيسة.
- طرق القوافل او الداخلية.
- السلع التجارية:
- الصادرات
- الواردات الايطالية.
سادسا: الحركة التجارية.
- النقود.
- الصيرفة والمصارف.
- الرحلات التجارية.
- التجار المنفردون.
- الضرائب.
ان فهم تجارة الافرنج في المشرق العربي ابان الحملات العسكرية التي اسميت في ما بعد “الحروب الصليبية” يقتضي الوقوف على معطيات عدة لسبر اغوار بعض المعتركات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المشرق العربي من جهة، وفي اوروبا الغربية من جهة ثانية. فاذا كان للعوامل الدينية، بخاصة في العصور الوسطى، التي اسماها بعضهم عصور الايمان والبعض الآخر عصور الظلام، دور في تحريك مشاعر الشعوب في المشرق وفي اوروبا على حد سواء لرفض الآخر، وفي احتدام الصراع بين الطرفين، فانه كان ايضا للدوافع السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص الدور الافعل في قيام تلك الحروب، وفي تطوّر مناحيها.
ومن المفيد جدا توضيح مركزية القدس في نشأة الحملات العسكرية الافرنجية، اذ انه لولا رفع شعار حماية الاراضي المقدسة من سيطرة المسلمين وتأمين طرق الحاج المسيحي الى القدس لما كانت نشأت مملكة القدس اللاتينية، التي كان من المفترض ان تحتكر مركزية القرار في الامارت والكونتيات الافرنجية في المشرق العربي. ان تأسيس المملكة المذكورة التي تزعمها وتولى حكمها الافرنج ( الفرنسيون) ما كان ليتم لولا مساعدة الجمهوريات او الكومونات الايطالية الفعّالة. ولم تكن خدمات الايطاليين مجانية او لقاء اموال عينية، انما لقاء اجر دائم تمثّل بامتيازات اقتصادية على وجه الخصوص واخرى سياسية وادارية في المدن التي احنلها الافرنج[1]. ولا اعتقد ان دور الدين شكل انعطافا وجدانيا عند تلك الجمهوريات التي كان الكسب المادي رائدها الدائم والافعل. وتقتضي منهجية البحث من جهة اولى فهم الوضع السياسي والاقتصادي لتلك الجمهوريات، ومدى حاجة الافرنج لخدماتهم العسكرية البحرية على وجه الخصوص. ومن جهة ثانية الوقوف على الوضع السياسي الذي كان مأزوما في العالم الاسلامي خلال القرن الثاني عشر.
اولا: الوضع في اوروبا عشية الحروب الافرنجية:
القدس في المنظارين الاوروبي والاسلامي: كان للقدس، في العصور الوسطى، هالة مميزة تقربها من منزلة القداسة عند المسيحيين، فهي تحتل ابدا منزلة الصدارة في وجدانهم بخاصة عند شعوب الغرب الاوروبي الذي لم يشاهدها معظمهم انما كانوا يتوقون اليها ويمنون النفس بالتبرك منها؛ فهي مركز حجّهم لأنها تضم كنيسة القيامة حيث قبر السيد المسيح. وكانت شهادات الحجاج المسيحيين الاوروبيين الى الاراضي المقدسة واخبارهم تشد المؤمنين الى التوجه الى القدس والتبرك بقبر السيد المسيح، وزيارة مغارة المهد املا بالحصول على الغفران[2]. ويكفي ان نقف على منزلتها في وجدان بعض المتدينين في عصرنا الحاضر بالاعتماد على رأي احد ابرز المثقفين المحدثين هو جون مانفيل رئيس قسم الاديان في جامعة بريتش كولومبيا الذي زكاها على ما عداها من المدن والبلاد:” …ارض الميعاد التي يطلق عليها الناس الاراضي المقدسة فهي اجل البلاد كلها، وسيدة على كل ما عداها.”[3] فاذا كانت هكذا نظرة بعض المثقفين اليها في اواخر القرن العشرين فكم كانت منزلتها مرتفعة في اذهان المؤمنين العاديين خلال العصور الوسطى؟! ذلك ان المسيح قد عاش فيها وتعتبرحياته نبراسا لهم ما جعلها اقدس الاماكن واكثرها اجلالا واحتراما.
وهي عند المسلمين تلي الحرمين الشريفين اهمية وقداسة، وكان ينظر اليها على انها عربون خير وبلاد الصالحين واكثر الاماكن تفاؤلا من حيث المناخ والاقتصاد. ويجعلها المقدسي البلد الاروع والاخصب :” اذا كانت الدنيا في بلاء وقحط كانت الشام في رخاء وعافية. واذا كانت الشام في بلاء وقحط، كانت فلسطين في رخاء وعافية، واذا كانت فلسطين في بلاء وقحط، كان بيت المقدس في رخاء وعافية. ويضيف الشام مباركة وفلسطين مقدسة وبيت المقدس قدس القدس.”[4]
وهكذا صارت السيطرة على القدس ذات بعد ديني روحاني ومادي عند المؤمنين من كلا الفريقين، وقد استخدمها القادة السياسيون والاقتصاديون بشدة لاهداف دينية في الظاهر، واقتصادية وسياسية من حيث الهدف الابعد. ومن هذا المنطلق يمكن فهم موقف البابا اوربانوس الثاني في كليرمون فيران بعد ترؤسه مجمعا كنسيا ومن ثم دعوته الى الحرب المقدسة لتحرير القدس من ايدي السلاجقة” تلك القوة الشريرة الكافرة القاصدة تهديد كيان الكنيسة الميسيحية المشريقية”[5] على حد تعبيره، بخاصة عندما تأسست دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى على أثر معركة منزكرت[6].
حاجة الافرنج للجمهوريات الايطالية: ولم يكن بمقدور الافرنج، الذين شكلوا غالبية الجيش البري ان لم يكن كله، تحقيق مشروع تحرير القدس من سلطة المسلمين بمفردهم لافتقارهم على الاقل للاساطيل الضرورية. فكان ان تم الاستنجاد باساطيل الجمهوريات الايطالية وعلى الاخص: جنوا، والبندقية، وبيزا. وكان بعض تجار هذه الجمهوريات قد اقاموا علائق تجارية خجولة مع حكام المشرق عامة، في مصر وبعض الساحل اللبناني وتعرفوا الى ما يمكن ان يقدمه المشرق العربي من ثروات. فاقتنص “برجوازيوها” الدور العسكري البحري لتحقيق مشاريعهم المتعطشة الى الربح الوفير، خصوصا ان جمهوريتي جنوا وبيزا كانت قد تطورت فيهما الحياة السياسية بطريقة جعلت من العسير جدا وقف تطورهما العسكري والاقتصادي الذي كانت قد نعمت به البندقية قبل ذلك[7]. ومع ذلك جاء انخراط الجمهوريات المذكورة في المشروع الافرنجي متفاوتا، اذ لبى بعضها الطلب العسكري مباشرة ، وتريث بعضها الآخر
وازعم ان تطور العلاقات المادية الناتج عن الحروب الافرنجية وتطورها انما يرجع بالدرجة الاولى الى القوى العسكرية، التي لم تكن تُؤْمن اجمالا الا بكسب الثروات، الذي سيطور وضعها الاقتصادي ولاسيما التجاري، وتاليا قدراتها العسكرية التي ستدفعها للسيطرة على غالبية الاسواق التجارية في المشرق العربي وفي اوروبا.
ويصعب فهم التجارة خلال الحروب الافرنجية في المشرق العربي بمعزل عن مفهومها العام في حوض المتوسط، اومن دون التوقف عند العلاقات بين المدن او الجمهوريات الايطالية في ما بينها عداء ووئاما، كما من دون التطرق الى العلاقات عينها بين الحكام الافرنج انفسهم من جهة، ومع حكام الداخل المشرقي على تنوعهم في المدى التاريخي[8]. كما يفترض فهمها دراسة تطور التجارة المشرقية العربية والاسلامية خصوصا مع الشرق الاقصى ومع بلاد فارس، التي سيقتصر هذا البحث على دراسة طرقها التجارية ودورها في تنمية التجارة العالمية.
وساحاول التمييز قدر المستطاع بين عدة مراحل شكلت، بتقديري، مفاصل الحركات السياسية والتجارية الافرنجية :
عهد تأسيس الممالك والامارات الافرنجية.
تطورها في القرن الثاني عشر حتى مجيء السلطان صلاح الدين الايوبي.
عهد صلاح الدين.
آخذا بالاعتبار تطور اساطيل الجمهوريات الايطالية، وتنوع نقودها، والمعهادات التجارية مع الحكام الافرنج من حيث مراعاة تنفيذها وتأثيراتها، كما تلك التي ابرمت مع حكام المشرق العربي. متخذا من وضع مملكة القدس ولاسيما دور عاصمتها القدس نقطة مركزية في تطور الاحداث ذات الابعاد والدلالات المتنوعة.
وما تجدر الاشارة اليه بايجاز قبل الولوج بدراسة الحركة التجارية الافرنجية خلال القرن الثاني عشر هو مدى جهوزية الافرنج العسكرية من جهة، والاوضاع السياسية والادارية والاقتصادية في المدن او الجمهوريات الايطالية المتنافسة من جهة ثانية. اذ يبدو ان القادة والحكام الافرنج ادركوا اهمية المواقع السترتيجية للمدن الساحلية الشامية والدور التجاري الذي يمكن ان تطلع به، وكانوا على معرفة بينة بان قدراتهم العسكرية والتجارية كفرنجة غير كافية ابدا للقيام بدور الوسيط في التجارة العالمية وغير قادرين عسكريا على الاقل في البحر لاحتلال الساحل وبعض الداخل، فما كان لهم غنى عن الاساطيل العسكرية العسكرية الايطالية الضرورية ليس لفتحها فحسب بل للمحافظة عليها ايضا. وبديهي القول ان الاستيلاء على الثغور المذكورة شكل مسألة حياة او موت بالنسبة للافرنج على حد تعبير المؤرخ هايد :” فكان امتلاكها وحده يضمن للفرنجة الاتصالها بالغرب حتى تصلها منه المعونات البشرية والمالية الضرورية لبقائها “[9]
اوضاع الجمهوريات الايطالية: وكان يبرز انذاك في الميدانين العسكري والتجاري معا ثلاث جمهوريات ايطالية يحكمها برجواريون هي : البندقية ، وجنوا ، وبيزا. وكانت كل مدينة قد ادركت، لشدة التنافس التجاري في ما بينها، اهمية بناء الاساطيل التجارية واولوية حمايتها من القراصنة ومن منافسيها التجاريين. وأخذت ايضا بالاعتبار اهمية تنظيم الرحلات التجارية الى حوض المتوسط الشرقي والغربي. وهكذا اعتمدت البندقية على نوعين من السفن: المستديرة المخصصة للشحن التي تعتمد كليا على الاشرعة وتستخدم في الشحنات الثقيلة، والطويلة التي خصصت لاغراض حربية صرفة[10]. اما جنوى فقد اعتمدت ثلاثة انواع : السفن الشراعية فقط، والشراعية ذات مجذاف او اثنين، والثالث المخصص للحمولة الثقيلة ويعتمد على عدد من الاشرعة والمجاذيف[11]. غير ان هذه النماذج ستتطور خلال القرنين الثاني والثالث عشر لتلائم ازدهار الحركة التجارية المضطرد. كما ان الوضعين السياسي والتجاري في الجمهوريات الايطالية قبيل الحروب الافرنجية اثرا على دور كل منها من حيث الناحيتين الحربية والتجارية.
جنوا : في اواخر القرن الحادي عشر ، كان يحكم جنوا قناصل انتخبهم البرجوازيون الاحرار[12]، ثم شهدت هذه الجمهورية حربا اهلية ادت الى الغاء النظام القديم، حتى بدت بلا حكام شرعيين. وما كان بوسع برجوازييها تفويت فرصة المشاركة بالحروب الافرنجية، لذلك انتظم بعضهم فيما بينهم وتولوا تجهيز السفن الضرورية، وكان ابرزهم بلا شك، على حد تعبير “هايد “، الاخوان امبرياكو وبريمس امبرياتشي Embriaco Guillaume et Primus، الذان سيكون لهما شأن في كونتية طرابلس.[13]وعادت الاوضاع بعد ذلك في جنوا الى ما كانت عليه ونشأت فيها حكومة جديدة شبيهة بحكومة القناصل، رغم معارضة الاحزاب السياسية ورجال الدين.[14]ما دفعها للمشاركة الفعالة في الحروب الافرنجية. وما تجدر ملاحظته ان تجارا جنويين كانوا قد قدموا الى بلاد الشام في العهد الفاطمي، كما ان بعضهم كان اتى الى الاسكندرية والفسطاط بعد عقود على قدوم الفاطميين الى مصر في عام 969، ويؤكد ذلك نصوص ديوان التجارة الذي يشير الى رسوا سفن جنوية عام 1070 في ميناء الاسكندرية.[15]مما يعني ان الجنويين تعرفوا الى اهمية التجارة المشرقية، ما زاد باندفاعهم للمشاركة بالمشروع الافرنجي.
بيزا : كان وضعها مماثلا لوضع جنوا السياسي اذ بعد عدة صراعات بين الفيكونت، الذين انضموا الى الكومون، مع بعض الاسر البرجوازية اعترفت كل القوى المتنازعة في بيزا بسلطة القومون البرجوازيين بموجب ميثاق للسلام[16].
وهكذا انتظم الوضع السياسي في الجمهوريتين جنوا وبيزا، وصار بامكانهما دخول حلبة الصراع الاقتصادي والسياسي، الذي كانت البندقية قد مارسته قبل ذلك التاريخ واقامت علاقات اقتصادية في اماكن عديدة في غربي المتوسط، واخرى خجولة في المشرق العربي على ما يعتقد ” بالار ” وعلاقات تجارية بارزة في القسطنطينية[17].
امالفي : لاتشير المعلومات التي تمكنت من التبحر فيها الى دور عسكري مهم لأمالفي كالادوار التي اطلعت بها الجمهوريات الايطالية الاخرى، انما دورها التجاري السابق للحروب الافرنجية كان على مايبدو مهما؛ فهي كانت تربطها بالفاطميين علائق تجارية مهمة تعود الى عام 969، ويشير احد نصوص ديوان التجارة الى وجود مائتي تاجر امالفي في القاهرة على حد تعبير كلود كاهين.[18]
البندقية : كانت احدى اهم الجمهوريات الايطالية، ووضعها السياسي مستقرا اجمالا قياسا بزميلاتها، يحكمها دوق يساعده مجلس – من البرجوازيين – وكانت تربطها علاقات تجارية مميزة بالدولة البيزنطية ولها اسواق فيها. ويرجح ميشال بالار انها كانت على علاقة تجارية متواضعة نسبيا مع الفاطميين او مع المشرق العربي عامة قبل عام 1095 [19].
وقد يكون مرد تريثها بالمشاركة بالمشروع الافرنجي الى عدم ترجيحها نجاحه الامر الذي قد يفقدها مركزها التجاري او يضعفه. ان التنافس التجاري بين الجمهوريات الايطالية وحاجة الفرنجة الملحة لقدراتها العسكرية البحرية جعلا العنصر البرجوازي الايطالي يدخل مسرح الحروب الافرنجية من بابه الكبير. فانطلقت السفن الايطالية الاولى باتجاه المشرق العربي تحمل من ثغورها المؤن واسلحة الحصار والجنود[20] متوخية ان يحتل الايطاليون المركز الاول في العملية التجارية بين الشرق والغرب. ما دفع الحكام الصليبيين لتقديم تنازلات مهمة للجمهوريات الايطالية، التي كان حكامها مقتنعين بحاجة القادة والحكام اللافرنج لخدماتهم. لذلك كانوا يشترطون قبل الاقدام على تنفيذ اية مهمة ثمنا لمساعدتهم، وبالتالي عقدوا معهم معاهدات لتحفظ لهم حقوقا مشروعة.
ثانيا:الافرنج في المشرق العربي
الوضع السياسي والعسكري في العالم الاسلامي المشرقي: لن نتوسع في دراسات هذه الناحية لكي لا نخرج عن الهدف الاساسي لهذا البحث، انما ساعطي اطارا عاما لوضع الحكام المسلمين من حيث تفكك اوضاعهم السياسية والادارية انذاك، ان لم نقل العلاقات العدائية فيما بينهم. ما ان تولى العرش السلطان ملكشاه 465/1073 حتى بدأت السلطنة السلجوقية بالتفكك لكثرة قيام الامارات او الاتابكياتت المستقلة او على الاقل تمتعت بنوع من الاقطاع الاداري شبه المستقل تماما عن السلطنة الام. فنشأت دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى سنة 470/1077، وحكم تاج الدولة تتش بلاد الشام باسم اخيه ملكشاه[21]. وزاد بالامر سؤا النزاع بين اولاد ملكشاه برقيا روق ومحمود ومحمد وسنجر وما تلا ذلك من احداث عسكرية زادت في ضعف السلاجقة[22].
وكان العالم الاسلامي المشرقي منقسما بين السلاجقة السنة المتسلطين على الخلفاء العباسيين، وبين الخلفاء الفاطميين في مصر وبعض بلاد الشام المتسلط عليهم وزراؤهم بخاصة منذ تولي بدر الجمالي الوزارة سنة 1074. ودار صراع مرير بين الفريقين فاضعفهما معا بخاصة في بلاد الشام ولا سيما في مدنه الساحلية.[23] ما سهل فتوحات الافرنج في المشرق العربي وأمّن لهم تأسيس المملكة اللاتينية والامارات والكونتيات وغيرها.
تأسيس مماكة القدس: من الواضح جدا ان الافرنج هدفوا الى احتلال القدس لجعلها المرتكز الاساسي لوجودهم في المشرق، لأنها شكلت هدفهم الاسمى. لن نتحدث عن التفاصيل العسكرية للمشروع لأنه بات معروفا بل عن الدور الذي مارسته القدس بوصفها عاصمة الافرنج في احتلال المدن الساحلية وبعض الداخل لتكوين مملكة القدس، وسنربطه بالمفهوم المركيتنلي الايطالي بحيث ان الجمهوريات الايطالية التي انخرطت بالمشروع حازت على امتيازات هائلة جعلت من كل جمهورية دويلة داخل المملكة، وبالتالي تأثر دور التجارة العالمية انذاك بتلك المحورية التي مارستها المملكة اللاتينية من القدس.
سقطت القدس في 22 شعبان 422/الخميس 14 تموز 1099 بعد حصار دام شهرا، الامر الذي مكن الافرنج في المشرق من وضع قدمهم على ارض صلبة ولكنها لم تكن كافية لاستمرار وجودهم وتأمين للسلطة العليا فيها، لأن رؤيتهم لمفهوم الحكم السياسي والاداري في المشرق ما كانت واضحة، لأن القادة العسكريون جميعهم كانوا من طبقة النبلاء، بدليل انه تم انتخاب Godefroy de Bouillon غودفروا ( قيّم كنيسة القيامة)[24]، ولقب ببارون القبر المقدس وحاميه وقام بدور الملك. وتأمينا للدور الديني تم انتخاب Malecorne Arnoul اول بطريرك لاتيني فيها[25] فنشأت ان جاز التعبير ازدواجية سلطة. ما اغرى بودوان كونت مدينة الرها وبوهيمنود امير انطاكيا للحج اليها، ليطلعا عن كثب على الاحوال الادارية والسياسية فيها لتحديد مصالحة كل منهما فيها ان من حيث الارتباط بها او الاستقلال عنها، وبالتالي تحديد وضع احدهما تجاه الآخر تبعا لمصالح الشخصية لكل منهما الامر الذي ادى احيانا الى حد التقاتل. وتصرّف غودفروا على انه الملك او على الاقل يملك السلطة العليا في المدينتة ومنع ريمون دوسانجيل Raymond de Saint Gilles من التمركز بارصوف او عسقلان[26] ليحصر مركزية المملكة به.
لكن هذه المملكة لم تصبح صلبة العود وواضحة المعالم الى حد الا بعد ان خلف بودوان (بلدوين) اخاه في حكم القدس بعد ان نصّبه بطريرك القدس دامبير، الذي خلف البطريرك الاول، ملكا عليها سنة 1100 [27]. فقد احتل ارصوف Arsur في نيسان 1101 بمساعدة الجنويين[28]، ثم قيصرية في ايار 1101.
ان هذا المآل ليس كافيا لفهم دور القدس في تطور وانحطات تجارة الايطاليين في المشرق، انما الاحداث اللاحقة هي التي ستوضح هذا الدور، عنيت بذلك سقوط المدن الساحل الاساسية بمساهمة فعّالة من الايطاليون وبالتالي نالوا امتيازات منقطعت النظير من حيث الاهمية، هي التي ستوضّح دور القدس في تنامي التجارة او اضعافه.
دور مملكة القدس باحتلال جبيل وطرابلس: كانت طرابلس احد اهم الموانئ الفاطمية على الساحل الشامي وفيها كان يجتمع الاسطول الفاطمي. وبعد ان فشل ريمون دي سان جيل بالحصول على عرش مملكة القدس او الحصول على امارة في المدن المحيطة بها راوده حلم احتلا طرابلس وتكوين كونتية خاصة به تدور في فلك مملكة القدس وبدأ بتنفيذ مشروعه. تمكن من احتلال طرطوس في آذار 1102 بمساعدة من الجنويين، وشرع بمحاصرة طرابلس[29] . وعجز طيلة تلك السنة عن تحقيق حلمه، ولكنه احتل حصن الاكراد[30]. وصار عليه لزاما الاستيلاء على جبيل لمحاصرة طرابلس واضعافها ليتمكن من السيطرة عليها بسهولة اكبر. فاستعان بالاخوين امبرياتشي القادمين على رأس اسطول من اربعين سفينة جنوية للمشاركة بغنائم مملكة القدس واحتل المدينة التي صارت ملكا للاخوين باحتفال الملك بودوان الاول سنة 1103.[31]
توفي ريمون سنة 1105 من دون تحيق حلمه وخلفه باحتلال طرابلس فخلفه في مشروعه ابن عمه غليوم جوردان، الذي نازعه ابن ريمون ارث والده بعد ان قدم الى الشرق على رأس اسطول جنوي كبير فقدم ملك القدس بودوان الاول الى طرابلس وقسم اراضي الكونيتة فاعطى طرابلس الى ابن سان جيل، وارضى المدعين الاخرين بمدن كانوا قد احتلوها. وبالتالي لعب ملك القدس دورا حاسما باسقاط طرابلس وبحل مشاكلها، ومن ناحية ثانية بحصول الجنويين على امتيازات خيالية فيها[32]
دور القدس في سقوط صور: من الواضح ان قيام مملكة القدس اللاتينية في القدس وبعض الساحل كان مهددا بالسقوط لان القوى الاسلامية كانت تعمل جاهدة على الحد من تطور قوة الافرنج في المشرق العربي. فاغرى الافرنج الجمهوريات الايطالية بالمسعادة العسكرية البحرية الفعالة لتوسيع رقعة المملكة وتحصينها بالسيطرة على مدن الساحلية من انطاكيا الى حدود مصر.
وكانت صور بمينائها الحصين وموقعها الستراتيجي المهم وغناها، بخاصة بعدما لجأ اليها كل الهاربين من القدس والمدن الاخرى المجاورة لها التي سقطت بيد الافرنج، محط انظار مملكة القدس[33]. فاغرى بطريركها جرمون البنادقة ومنّاهم بالحصول على امتيازات دسمة ان ساهموا باسقاطها. وبدأ حصار المدينة وعوضا عن ان يعمل الفاطميون على فكه، حاولوا الضغط على الافرنج بمهاجمة القدس وجوارها عبر عسقلان من دون ان يحققوا نتائج تذكر. تقاعس السلاجقة عن انقاذ المدينة، لأن الجهد الذي بذلوه لم يكن كافيا، بخاصة بعد مقتل بلق في منبج بحيث اتفق طغتكين مع خاكم القدس على تسليم المدينة صلحا وانقاذ سكانها وتسلمها الافرنج في 23 جمادي الاولى 518/ 8 تموز 1124.[34] – سنعود الى الامتيازات في فقرة الامتيازات-[35]
دور القلاع والحصون التجاري: بنى الصليبيون عددا مهما من الاقلاع والحصون حصانة لمملكة القدس، وحفاظا على القدس بالذات من السقوط بايدي المسلمين، ومن اشهرها: الشوبك سنة 1112 في منطقة البحر الاحمر الذي بناه بودوان الاول، وجبل غلافيان يحمي بيروت، وشقيف ارنون تحمي صور، واسكندرون تحمي صيدا[36]، وستقوم هذه الحصون والقلاع بدور اساسي في حماية التجار الافرنج والشرقيين على حد سواء بل بحماية الطرق التجارية من اللصوص وقطاع الطرق لوقوعها على الخطوط التجارية الاساسية.
ثالثا: الامتيازات التجارية.
امتيازات الجنويين: ان معظم الابحاث التاريخية التي تناولت الحروب الافرنجية تعتبر ان الجمهوريات الايطالية شاركت بتلك الحروب منذ انطلاقها، انما الباحث المدقق يلاحظ تفاوتا بين تاريخ ودور وفعالية كل منها، اذ لبت جنوا الدعوة مباشرة وتلتها بيزا وتريثت كل من البندقية وامالفي. ويبدو جليا ان العقدين الاولين من الوجود الافرنجي في الشرق قد تميزا بالحروب، التي ادت الى اقامة الحدود بين مدن الساحل والمنطقة الداخلية التي كان يسيطر عليها الحكام المسلمون ما اعاق انطلاق الحركة التجارية في الثغور[37]. وقد يكون لذلك الامر دوره الفعال في حصول الايطاليين على امتيازات خيالية، وقد يفسر ايضا ما ذهبت اليه آنفا أي التباين في مباشرة الجمهوريات الايطالية الاشتراك بالحملات الى الشرق. حاولت جنوا ان تكون السباقة لتقطف ثمار مجهودها على حساب زميلاتها، فلبى الدعوة مباشرة بعض برجوازييها، انما حكومة ” الكومبانيا ” القناصل التي نشأت عقب ذلك اتخذت التدابير الضرورية لوضع الاساطيل الجنوية بخدمة الافرنج. وقام الاخوان امبرياتشي بدور حاسم في هذا المجال، وجهزا آلات حصار بعض مدن الساحلية ولا سيما حبيل من خشبهما الخاص. وكان لمشاركة الجنويين الفعالة في العمليات الحربية ما بين 1098 و 1110 الدور الحاسم بحصولهم على امتيازات تجارية مهمة في الثغور الساحلية.[38]
وقد وقع ملك القدس معهادة اولية معهم عقب احتلال يافا عام 1110، انما المعاهدة الاساسية التي اعتبرت المستند الرئيسي لكل الامتيازات الجنوية في المشرق العربي، فهي التي وقعت بين الجانبين المذكورين سنة 1104 مكافأة للجنويين لقاء اشتراك اسطولهم شبه الكامل في خدمة الملك بلدوين الاول فتمكن من احتلال عكا الموقع الاستراتيجي المنيع، ومن الاستيلاء على بيروت. فحاز الجنويون لقاء ذلك امتلاك كنيسة في عكا وثلث المدن التالية: ارسوف وقيسارية وعكا، وتمتعوا بالسيادة الكاملة على شارع واحد في عكا وفي القدس، وباعفاءات تامة من الضرائب والمكوس، كما وعدهم الملك بتسليم ممتلكات وسلع كل جنوي يتوفى في ارجاء مملكة القدس[39]. وقد حرص الجنويون على نقش مضمون الامتيازات المذكورة بحروف مذهبة خلف مذبح كنيسة القيامة[40]، مخافة ان يقدم الحكام الافرنج في قابل الايام على التنصل منها.
وقد تجددت تلك المعاهدة واضيفت اليها ملحقات او اضافات حتى بات الجنوييون يتمتعون باعفاءات ضرائبية على البضائع المستوردة من الاراضي الاسلامية، كما حصلوا على محاكمهم الخاصة لا سيما في صور وعكا.[41] ونالوا في عهد يوحنا ابيلين حاكم بيروت على امتيازات مشابهة اذ اعفوا من الضرائب والرسوم على الصادرات والواردات ومنحهم محكمة خاصة بهم [42]، وسوق في بيروت نفسها[43]، مستثنيا بعض السلع من الاعفاآت الضرائبية مثل الخزف والزيت.[44]
اما الامتيازات الجنوية في طرابلس فقد تكون الاهم بين نظيراتها التي منحها لهم الافرنج، بحيث ان الاخوين امبرياتشي مكنوا سان جيل من احتلال مدينة جبيل سنة 1104 ، فمنحهم الكونت ريمون ثلثها ثم تحولت المدينة الى مستعمرة لاسرة امبرياتشي. وفي عام 1109وقع خلاف بين برتران ابنه وابن اخيه وليم Guillaume كونت سردينيا، وشارك الجنويون في هذا النزاع وآزروا الاول مشترطين عليه الحصول على جبيل كاملة، وعلى ثلث مدينة طرابلس. وبانتصاره حصلوا على الارث واتم هو فتح المدينة ولكنه رفض تنفيذ المعاهدة ما دفع الجنويين الى احتلال كامل مدينة جبيل [45]. ولكن هايد يذكر ان برتران اعطهم، عوضا عن ثلث طرابلس ، منطقة تعرف باسم ” الهري” Puy de Connetable .[46] وفي سنة 1168 قدم آل امبرياتشي وتحديدا “هيو” امتيازات تجارية للجنويين تقوم على حرية التجارة والاعفاءات الضرائبية والجمركية[47]. ولكنهم لم يمارسوا تلك الامتيازات التجارية والضرائبية في طرابلس بشكل فعلي الا في مطلع القرن الثالث عشر على عهد بوهيمون الرابع بدءا من سنة 1205 الذي اعفاهم من ضريبة البيع في اسواق المدينة وسمح لهم بمحكمة خاصة بهم[48].
على الرغم من مساهمة الجنويين في احتلال المدن الساحلية فانهم لم يحصلوا في بداية الامر على امتيازات تجارية في صور على غرار امتيازات البنادقة، لانهم لم يساهموا في احتلال المدينة. ولكن الافرنج احتاجوا الى خدماتهم العسكرية لتحصين المدينة بعد هزيمتهم في حطين وخسارتهم القدس عام 1187، ما أمّني لهم الحصول تدريجا على امتيازات شبيهة بما كان قد حازه البنادقة في بداية العهد الافرنجي. ويذكر الامير موريس شهاب ان كونراد دي مونتفرات ثبت الامتيازات المذكورة وعززها بمعاهدة جديدة، ومن ابرز بنودها: اعفاء الجنويين من الضرائب على المكاييل والموازين، وحصولهم على حقول متعددة، وحمامين احدهما للنساء والآخر للرجال، وفرن، وسوق، وعدد من المنازل فضلا عن ثلث عائدات مرفأ المدينة.[49]ويقول الياس القطار ، مستندا الى دسيموني Desimoni ، انه بفضل دو شمباني حاكم صور اصبح للجنويين في صور محاكمهم الخاصة يتقاضون فيها بكل ما يتعلق بشؤونهم بما في ذلك الجرائم. ونالوا جزءا من مكوس الجمارك المفروضة على سلع العبور ( الترانزيت )، ولا يدفعون الضرائب على البضائع المعروضة في مخازنهم او المرسلة اليهم بطريق البر[50].كما صار لهم مراكز صيرفة خاصة بهم وحمام ومجرى ماء لحاجياتهم.[51]ويضيف انهم تمتعوا بكل تلك الحقوق مقابل حمايتهم لحاكم المدينة وترميم مرفئها، وعلى الا يزيدوا طبقات منازلهم او يستحدثوا مسامك وملحمات في حيهم من دون ترخيص مسبق[52].
امتيازات البيازنة: من الواضح ان بيزا هي الجمهورية الايطالية الثانية التي وضعت قدراتها العسكرية في خدمة الافرنج بعد جنوا فجاءت امتيازاتهم الاولى في امارة انطاكيا.[53] ثم منحوا امتيازات تجارية وضرائبية في مملكة القدس، كان معظمها في المدن الفلسطينية [54]. في عهد بلدوين الثاني ( 1118- 1131) حصلوا على خمسة بيوت في صور، ووكالة تجارية قرب المرفأ[55]. وفي عهد بلدوين الثالث وتحديدا في سنة 1156 نالوا محكمة خاصة،[56] وفرنا وخمسة افدنة من الاراضي خارجها[57].
وكلما كانت تتعرض احدى المدن الافرنجية الى خطر محدق كان يعمد حكامها الى تقديم تنازلات جديدة للايطاليين، ويحيون العمل بالمعاهدات السابقة التي كانوا قد اختزلوا بعضا من مضامينها. ويتبدى ذلك عندما احدق الخطر بصور في عهد صلاح الدين الايوبي، ولاسيما قبيل عام 1187 وخلاله، بخاصة عندما خسر الافرنج القدس. لذلك يمكن ان يتوضح دور البيازنة التجاري في المدن اللبنانية من خلال معاهدة 1187 التي ابرمها مع كونراد دي مونتفرات حاكم مدينة صور، وجاء في ابرز بنودها :”منح البيازنة قطعة ارض لبناء البيوت قرب الموانىء فضلا عن حمامات وافران، وتعيين موظفين من قبلهم للاشراف على جميع المعاملات التي يقوم بها تجارهم[58] ، واعفاؤهم من الضرائب والرسوم، ومنح قناصلهم الاستقلال في ادارة كل ما يتعلق بشؤون المستوطنة البيزاوية، منحتهم المعاهدة الآنفة سلطات قضائية على مستوطنيهم في كل الحالات ، ما عدا الجرائم الموجهة ضد غير البيازنة[59] ، وحماية بضائعهم وممتلكاتهم في حال غرق سفنهم او تحطمها قرب السواحل الافرنجية. كما نالوا فرنا وحماما وعدة منازل مع حقولها داخل المدينة[60]، كل ذلك مقابل تقديمهم المساعدة العسكرية لاسترداد مدينتي يافا وعكا من السلطان صلاح الدين الايوبي والدفاع عن مدينة صور ضد محاولات صلاح الدين للاستيلاء عليها[61]. كما حصلوا على حق استعمال المكاييل والموازين الملكية المعفاة من الضرائب. ويضيف القطار بان كونراد دي مونتفرات عزز امتيازاتهم بسماحه لهم العمل على ابواب المدينة وفي مرفئها وفي سوقها ومراقبة حسن استيفاء الضرائب واعفاهم من الضرائب على السفن الغارقة [62]. وبذلك اضحت امتيازاتهم في صور تضاهي الى حد، من حيث الاهمية، مثيلاتها التي تمتع بها البنادقة والجنويون. ولم يحصل البيازنة على امتيازات في مدينة طرابلس الا سنة 1179 حين وهبهم ريمون الثالث بيتا، ثم حصلوا على محكمة خاصة بهم كما اعفوا من الضرائب الجمركية[63]
امتيازات البنادقة : منذ بداية حروب الافرنج في الشرق تريث البنادقة فترة [64]. ولكن عندما وقع امير انطاكيا في الاسر وازدادت هجمات الزنكيين ضد الافرنج ارسل هؤلاء الى دوق البندقية يطلبون النجدة العسكرية على جناح السرعة، وتدخل البابا طالبا منهم تلبية المساعدة [65]. فلبوا النداء وقاد دوقها بنفسه اسطولا قوامه مئتا سفينة وانقذ موقف الافرنج الحرج، واحتلا مدينة صور[66]، وعلى أثرها وقعت معاهدة 1124 بين البنادقة والبطريرك غورمون نيابة عن الملك المأسور، وهي تعتبر اساسا لكل المعاهدات والامتيازات البندقية في مملكة القدس، وقد اورد وليم الصوري تفاصيلها بكل دقة : يمتلك البنادقة ملكا خالصا كنيسة وحيا وفرنا وطاحونة وساحة في كل مدينة وبارونية خاضعة لبلدوين الثاني وخلفائه. ولهم حق استخدام مكاييلهم وموازينهم الا اذا اشتروا سلعا من تجار آخرين. ومنحتهم المعاهدة استخدام محاكم خاصة بهم يحتكمون اليها الا في حال حصول خلاف بين البنادقة وآخرين فيخضعون عندها لمحاكم الملك. واعفتهم ايضا من الرسوم والضرائب على انواعها في التصدير والاستيراد والمكوث في المملكة، واستثنت منها الضرائب على نقل الحجاج. كما اقرت لهم بوراثة كل تاجر يتوفى في المملكة، وحقهم بسلع السفن التي تغرق او تتحطم في موانئ مملكة القدس. ونالوا بموجب تلك المعاهدة ايضا ثلث مدينة صور وملحقاتها ملكا تاما، وهي اوجبت على الملك دفع مبلغ 300 دوكة لدوق البندقية من عائدات مرفأ صور.[67] اما اولى المعاهدات التي وقعت بين الجانبين فكانت في عهد غودفروا دي بيون في تموز عام 1100 عندما قدم اسطول بندقي وتوقف قبالة شواطئ يافا، طالب البنادقة مقابل خدماتنهم التي قاربت الشهر عقد معاهدة حصلوا فيها على اعفاء من الرسوم والضرائب الجمركية في مملكة القدس وثلث كل مدينة يساهمون في احتلالها، فضلا عن سوق وكنيسة[68]. منحهم حنا ابلين حاكم بيروت تشجيعا لتجارة المدينة حقوقا تجارية وامتيازات نصت على الاعفاء من الضرائب الجمركية على بعض السلع.[69]
اما معلوماتنا عن مرسيليا ومونبليه فهي قليلة، ونعرف فقط انهم اعفوا من الضرائب على تجارتهم وعلى موازينهم ومكاييلهم[70] .
امتيازات تجار آخرين: لا نملك معلومات كافية حول دور التجار الافرنج في مماكة القدس اللاتينية، انما بالعودة الى بعض المراجع الاجنبية تبيّن لنا ان تجار مرسيليا ومونبليه اعفوا من الضرائب على تجارتهم، وعلى موازينهم ومكاييلهم التي حق لهم استخدانها[71].
رابعا: التنافس التجاري وعلاقة الجاليات الايطالية بالحكام الافرنج:
دور المعاهدات الاداري:ومن الواضح ان الايطاليين لم يتمتعوا بكامل الامتيازات التي نالوها من الفرنجة اذ عمد هؤلاء الى المراوغة للتملص من تنفيذ بنود المعهدات ولا سيما في الفترة التي تلت الاحتلال الفرنجي للمدن الساحلية على امتداد الشواطئ من فلسطين الى اعالي سورية. اذ عمد بعض الملوك والحكام في مملكة القدس بخاصة في العاصمة ومعظم مدن الساوحل كطرابلس وصور وجبيل وبيروت وصيدا الى التلاعب بمضامين المعاهدات المتعاقبة تحصينا لمواقعهم الاقتصادية وكي يقاسموا الايطاليين الارباح [72]، لأن الاوضاع العسكرية فيها كانت شبه قد استقرت ولم تجابه خطرا حقيقيا الا في عهد السلطان الايوبي صلاح الدين.
وتعتبر الامتيازات التي نالتها الجمهوريات الايطالية في القرن الثالث عشر تكملة لما كان قد حصل عليه الايطاليون سابقا منذ مساهمتهم العسكرية الاولى في القرن الحادي عشر ومطلع الثاني عشر انما طرأعليها تحول اثناء حملات صلاح الدين الايوبي التي استرد خلالها بعض المدن وهدد المدينتين اللبنانيتين الرئيسيتين طرابلس وصور [73]، وبالتالي عمد الايطاليون الى الابتزاز كي يعيد الفرنجة العمل بالمعاهدات الاولى وللحصول ايضا على امتيازات جديدة كي يؤمنوا الحماية العسكرية ليس للمدينتين المذكورتين فحسب انما ايضا لاسترداد المدن التي استولى عليها صلاح الدين.
ويمكن تسجيل اكثر من ملاحظة في هذا الشأن: ادراك الافرنج خطورة مشاركة الايطاليين لهم في حكم المدن الساحلية عموما على اسس فيودالية مما كان يفقدهم دور الريادة والقيادة السياسية، وقد ادت الامتيازات الى قيام نوع من حكم اقليات ضمن مملكة القدس واماراتها ولا سيما في جبيل، وفي احياء طرابلس وصور وبيروت وعكا التي تقاسمتها الجاليات الايطالية الجنوية والبيزية والبندقية.[74]وان نظرة على الجهاز الاداري للجاليات ايطالية في المدن الرئيسية تعطينا فكرة واضحة عن فعالية ذلك الجهاز، وعن دوره في تقاسم السلطة مع الافرنج. خصوصا ان الجمهوريات الايطالية، بعد ان انتزعت الامتيازات من منهم ولاسيما امتلاك الاحياء والمشاركة بالاشراف على الجمارك والحصول على محاكم خاصة الخ…، ادركت اهمية ادارة جالياتها في المشرق العربي، فعينت كل منها مديرا يشبه عمل القنصل اليوم ولقب بلقب خاص. فعرف البندقي بلقب بايلو Bailo وكان مركزه في عكا ويساعده مساعدون في المدن الالافرنجية الاخرى عرف الواحد منهم بلقب فيكونت [75] ، اذ توجب على كل جالية تملك ثلث المدينة ان تعين عليها حاكما وقاضيا، كانت الدجمهورية التابع لها تدافع عن الحاكم ضد اية اعتدآت[76]. ولينا نموذج واضح على ذلك؛ اذ عينت جنوا عندما امتلكت ثلث جبيل حاكما من قبلها على المدينة اسمه انسالدو كارسو[77]. وقد تمتع البايلو بصلاحيات واسعة جدا: مثل عقد المعاهدات بالنيابة عن دوق البندقية، والاحتجاج لدى المراجع الافرنجية كلما دعت الحاجة الى ذلك ، وكان يعتبر المرجع الرئيسي لكل الموظفين البنادقة في صور وطرابلس وبيروت وغيرها من المدن الافرنجية [78]، ويجهد كي لا يتلقى رعاياه امرا او يلتمسوا عدالة من موظفي الدولة الافرنجي[79].
وكان للبيازنة موظف كبير يدير شؤونهم عرف بالقنصل وكان مركزه في عكا.[80]اما الجنويون فقد احتكر آل امبيرياتشي ادارة جالياتهم لمدة طويلة اي لغاية عام 119. وكان مقرهم في مدينة جبيل.[81]وثم مارس الحكام الجنويون هذا الدور فعينوا قنصلا لتولي المهام الادارية كلها وفيكونتا لتولي الامور القضائية[82]. وبما ان طرابلس شكلت مركز الثقل التجاري للجنويين عينت فيها جنوا فيكونتا تلي رتبته الفيكونت الاعلى[83]. ومنذ عام 1274 استبدل القنصل ب بودستا وحل مكانه في جميع صلاحياته واستقر في مدينة صور. وكان عمل ممثل الجاليات يشبه الى حد كبير دور البايل البندقي، وبالتالي تعددت الصلاحيات في المدينة الواحدة، وتضاربت مع الوظيفة الاساسية للحاكم الافرنجي ملكا كان او سنيورا وادى الى مشاكل جمة، وكادت السلطة الرئيسية تضيع في خضم تلك الصلاحيات المتداخلة، ولاسيما ان كل جالية جهدت لتأمين مصالحها التجارية على وجه الخصوص.
الاحتكام الى السيف لصون المعاهدات: ان السيطرة الايطالية العسكرية وحاجة الافرنج المستمرة لهذ القوة العسكرية افقدت الحكام الافرنج على تنوّع مستوياتهم القدرة على رعاية التجارة بحيث انهم فقدوا السيطرة على التجار الذين، وفقا لاحكام المعاهدات التجارية، احتكموا الى محاكمهم الخاصة، وعاشوا في احيائهم الخاصة، التي كانت ادارتها محض ايطالية. وبالتالي فقدوا القدرات الاقتصادية التي لو تمتعوا بها بطريقة صحيحة لتمكنوا من الاستغناء تدريجا عن الوصاية الايطالية. ولعب ايضا في هذا الشأن تصادم مصالح الحكام الافرنج في ما بينهم من جهة، ومع ملك القدس من جهة ثانية، مما زاد الارباك السياسي، والحاجة الماسة للقدرة العسكرية الايطالية، التي تماهت في ذلك الصراع جريا وراء مصالح كل جالية، ما ادى للاحتكام للسيف، وتاليا تعرض الجالية المنهزمة لفقدان امتيازاتها.
وعليه يصعب ادراك ابعاد الحركة التجارية الايطالية في المشرق العربي عموما الا من خلال التنافس التجاري والعسكري المنوه عنه آنفا. ومن الامثلة على ذلك الصراع الذي حصل ما بين 1190 و1192 بين غي دي لوزنجيان وكونراد دي مونتفرات على عرش مملكة القدس بحيث جهد كل منهما للتحالف مع القوى العسكرية التجارية الايطالية عن طريق تقديم امتيازات جديدة لمن يؤازره. فدعم البيازنة غي، في حين آزر الجنويون كونراد، وبانتصار الاخير طرد البيازنة [84]من صور. وتجدد الصراع على العرش عينه ما بين 1193و 1195 بين غي دي لوزنجيان حاكم قبرص وهنري شمبانيا متولي صور الذي آزره الجنويون فما كان من هنري الا ان طرد البيازنة من صور ولم يتمكنوا من العودة الى احيائهم الا بعد ان وقع الصلح بين الطرفين عام 1195[85].
نماذج من التنفيذ الفعلي للامتيازات:
طرابلس:لم تتمركز الجاليات الايطالية بالمدينة فعليا الا في مطلع القرن الثالث عشر او بعيده، ومرد ذلك الى ان حصول الايطاليين على الامتيازات فيها جاء متأخرا قياسا بالمدن الاخرى.
جبيل : سقطت جبيل عام 1187 بيد صلاح الدين واسر صاحبها (من آل امبرياتشي)، وتم استردادها عام 1193 وعلى الرغم من بقائها تحت سيطرة آل امبرياتشي، وعلى الرغم ايضا من ان الجاليات الايطالية فيها كانت معفية من كامل الرسم والضرائب، الا ان تلك الاسرة غدت تابعة لحكام طرابلس.
صور: كان ميناؤها افضل من ميناء عكا لانه يتسع لمعظم انواع السفن[86]. وعلى الرغم من ان فيليب دي مونتفرات طرد البناقة منها وعلى الرغم انهم لم يتمكنوا من العودة اليها الا عام 1277 فانهم استمروا في سك الدنانير الذهبية التي تحمل شعائر اسلامية لانها تجلب التجار المسلمين اليها وتسهل التعامل التجاري[87]. وازدادت اعداد الجاليات الايطالية فيها بعد عام 1187 حين حصل الجنويون والبيازنة على امتيازات تجارية وفيرة. وغدا الجنويون اكثر الجاليات الاوروبية نشاطا واهمية بسبب مساعدتهم لحكام صور، واستمر الامر على هذا النحوا الى حين الجلاء الافرنجي عن الشرق.
ان كل ذلك يمكن ان يفسّر دور المركزي لمملكة القدس بالتحول التجاري الايطالي الايجابي، فالملوك الافرنج ابتزوا الجمهوريات الايطالية في فترة الاستقرار العام وخالفوا جهارا مضامين الامتيازات التجارية والادارية – وهي لها علاقة مباشرة بالدور التجاري للجاليات في مملكة القدس- فاختزلوا من المعاهدات المبرمة ما كان يناسب اوضاعهم الاقتصادية والادارية. ولما كاد السلطان صلاح الدين ان يسقط مملكة القدس سارع حكامها لتقديم تنازلات للجمهوريات الايطالية التي عمدت بدورها الى الابتزاز للحصول على اعلى قدر ممكن من التسهيلات التجارية لتستعيد الارباح التجارية الخيالية التي كان يحققها الايطاليون. وان نظرة على تطور الطرق التجارية، وعلى انواع السلع التجارية المتبادلة بين الشرق والغرب يوضح هذه المعادلة المركزية القائمة على الحاجة الى القدرة العسكرية الايطالية في مملكة القدس اللاتينية ومحاولة الحكام الافرنج التملص من التنفيذ الفعلي لكامل بنود المعاهدات التجارية، وبالتالي الابتزاز المتبادل بين الفريقين لصالح القوي بينهما وفق الميزان السياسي والعسكري العام.
خامسا:الطرق والسلع التجارية
الطرق التجارية العالمية الرئيسة: كان في العصور الوسطى ثلاث طرق رئيسة تربط الشرق الاقصى بالمشرق العربي تراوحت المخاطر عليها تبعا للظروف السياسية والعبات الطبيعية. كان الطريق الاول بحري ينطلق من الصين مرورا بالهند فالخليج العربي حيث يتفرع باتجاهين: غربا الى دمشق، وشمالا الى ديار بكر[88]. اما الثاني فيأتي ايضا من الشرق الاقصى عبر المحيط الهندي الى البحر الاحمر، ثم يسلك اتجاهين: عبر سيناء الى دمشق فموانئ الساحل الشامي، او الى القاهرة[89]. وكان الثالث بريا عبر الهند وجبالها وهو لا يعنينا اجمالا في هذا البحث.
وقد تعددت المحطات التجارية البحرية والبرية على هذه الطرق مما سهّل عبور القوافل عليها[90]. وقد أمّنت تلك الطرق والمحطات بانتظام وصول سلع الشرق الاقصى الى موانئ ساحل بلاد الشام ومدنها الداخلية، وأمنت ايضا انتقال السلع الاوروبية باتجاه الشرق الاقصى. وحرص الحكام في منطقة الخليج العربي ومنطقة الحجاز على ان تبقى الطرق الرئيسة خفية على التجار الافرنج على اختلاف جنسياتهم، ومنعوا على الحكام الافرنج ايضا من عبور تلك المنطقة.
طرق القوافل او الداخلية : ان الطرق الداخلية التي كانت تربط المدن الداخلية في بلاد الشام والمشرق العربي عموما بالمدن الساحلية كانت متعددة، وسنركز على ابرزها. الطريق الآتي من الفسطاط( مصر القديمة) الى دمشق مارا بالرملة وطبرية ومنها الى الموانئ الرئيسة على الساحل التي يعتبرها ابن خرداذبه المخرج الطبيعي لتجارة بلاد الشام[91]. وكانت حلب وفق ناصر خسرو ملتقى الطرق التجارية الواصلة اليها من مناطق مختلفة ويأتي طريق منها الى دمشق فبيروت، او الى حمص فطرابلس، لأن حمص كانت بدورها محطة إلتقاء عدد من القوافل القادمة اليها من الرقة والفرات بمحاذاة الصحراء [92]. ويتفرع طريق حماه باتجاهين: احدهما نحو الساحل غرب الشام الى عرقة فطرابلس، والآخر نحو الجنوب الى دمشق[93]. ولشدة اهمية وازدها الطريق الذي ينطلق من حلب الى دمشق خصّه ابن جبير المعاصر لمرحلة مهمة من عهد الافرنج بوصف مهم[94] يمكن الخلوص منه: التركيز والتنويه بكثرة الخانات[95]، وسهولة عبور الطريق المذكور نظرا للتسهيلات الكثيرة المتوفرة عليه وعلى متفرعاته، وامكانية التبادل التجاري في خاناته، او التزود بسلع جديدة منها. وتؤشر كثرة الخانات الى شدة ازدهار الطرق المذكورة. وقد وصف ابن جبير ايضا الطرق البرية التي تصل الى صيدا وصور وعكا: فالقوافل كانت تنطلق من مصر عبر طبرية الى دمشق ومنها الى دارية، فبانياس، ثم الى تبنين حيث كانت السلع تمكس، ومنها الى عكا، ثم الى اسكندرونة فالى صور[96].
وتبيّن دراسة طرق القوافل ان دمشق وحلب كانتا من ابرز المراكز التجارية الداخلية وتزخران بمختلف انواع السلع، بحيث شكلتا مستودعا للسلع القادمة اليها عن طريق مصر أكانت مصرية المصدر او مجلوبة من الشرق الاقصى. وكانت الموانئ الساحلية مخرج التجارة الدمشقية، بخاصة اللبنانية منها ولا سيما صور وطرابلس وصيدا لأنها كانت من ابرز الموانئ التجارية والعسكرية على حد سواء. ولعل صور وفق معظم المؤرخين كانت الاهم والاوسع بينها، اذ كان لها ميناآن داخلي وخارجي، الاول لاستقبال السفن الصغيرة لأن الكبيرة قد تتعرض للعواصف من دون امكانية حمايتها، على عكس الثاني الذي كان يفوق ميناء عكا اتساعا ويستقبل السفن من مختلف الاحجام، وكان يشكل مأوى امينا لها.[97]
كانت تخضع لكونتية طرابلس عدة مرافئ ما كان يسهل الاعمال التجارية فيها، لأنها كانت تتلائم مع كبر السفن واحجامها مثل طرطوس[98] ، وجبيل المخصص لاستقبال السفن الصغيرة ،[99] وميناء طرابلس نفسها تلك المدينة الشديدة التحصين باسوارها العالية الذي كان يستقبل السفن من مختلف الانواع والاحجام[100]. ولم يكن ميناء بيروت من الاهمية الكبرى ليضاهي موانئ طرابلس وصور وعكا، بل كان يستقبل السفن المتوسطة الحجم، وكانت تكمن منزلته بانه كان ملتقى التجار من حلب ودمشق وبعلبك[101].
وهكذا لعبت الموانئ المشرقية المتوسطية التي كان يسيطر عليها الافرنج دورا اساسيا وبارزا في التجارة التي مارسها الايطاليون بوجه الخصوص مستفيدين من الامتيازات التجارية التي حازوها اثناء تكوين مملكة القدس والكونتيات والامارت الاخرى، او السنيوريات التي كانت خاضعة لمملكة القدس اللاتينية. فقد كانت فريدة من حيث قرب بعضها من البعض الآخر؛ فكان اذ تعرّض ميناء منها لأي خطر كان النجدة تصله بسرعة فائقة من الموانئ الاخرى. وتتمثّل فريدتها ايضا بسهولة وصول التجار اليها بحرا او عبر القوافل، او وصول وسطائهم للقيام باعمالهم التجارية الخاصة. ناهيك بالامان الطبيعي الذي حباها الله لها من شمالي لبنان حتى مشارف عكا اذ تحيط بها الجبال العالية التي تشكل حصونا طبيعية لها يصعب اختراقها.
السلع التجارية:
الصادرات : كان طلب الاوروبيين على السلع في المشرق العربي شديدا أكانت منتجة فيه او مصدرة اليه من الشرق الاقصى وبلاد فارس. وقد اورد بيرين Pirenne ثبتا بابرز السلع المشرقية : الارز، الليمون، المشمش، الزبيب، العطور، الادوية، الاصباغ، الاخشاب الممتازة كالصندل … والقطن الذي اعطى اسمه العربي الى كل اللغات، والحرير الخام . هذا اضافة الى انواع من الملبوسات ، التي عرفت باسماء مصادرها، مثل الدمسق نسبة الى دمشق، وبلدكان BALDAQUIN نسبة الى بغداد، والموسلين نسبة الى الموصل، وgaz نسبة الى غزة [102]. هذا فضلا عن اقمشة Samit و Camelot وانسجة سميكة من وبر الجمال او الماعز او الصوف، والصابون والاواني النحاسية المكفتة.[103]ناهيك عن المسك، وخشب الصبر، والبهار، والهال، والقرفة، والخولخان[104]، وجوز الطيب، والكافور، والقرنفل، والتين واللوز، وقصب السكر، والنبيذ، والسمسم، والثمار الزيتية، والنيلة، والفوة[105]، والخزف والزجاج.[106]
اما سلع الشرق الاقصى التي كانت تصدر الى اوروبا فقد ذكرها كل من ابن خرداذبة والادريسي. وهي مواد طبية مثل القسط والبقم[107]، والبهار والقنا [108]، والخيزران، والعود[109]، والعنبر الطيب الرائحة تزن الواحدة منه ما يقارب القنطار احيانا، واللؤلؤ، والياقوت، والماس، والزمرد، والاحجار الكريمة، واصناف عدة من العطر والبلور[110].
وحمل التجار الاوروبيون السلع المشرقية الى الغرب الاوروبي، فنقلوا من مصر الزمرد[111] قصب السكر والسكر.[112]والمنسوجات بخاصة الصناعات التي اشتهرت بها المصانع في مصر والشام وفلسطين ولبنان. فقد نقلوا من مصر عبر الاسكندرية او الموانئ اللبنانية المنسوجات الكتانية التي اشتهرت بصناعتها المدن المصرية مثل تنيس ودمياط والاسكندرية والفرما وغيرها[113]، اضافة الى المنسوجات الحريرية والقطنية والصوفية.[114] وقد تميزت طرابلس بالصناعة النسيجية خلال العصور القديمة و الاسلامية والبيزنطية وخلال العصر الصليبي ايضا [115]. وكان في طرابلس وحدها حوالى اربعة آلاف شخص يعملون في صناعة الحريرخلال القرن الثالث عشر[116]، انما على الارجح كانوا يعملون في مختلف انواع المنسوجات. وكان في صورمصانع للحرير شهيرة ولاسيما صناعة الحرير الابيض الذي شكل مصدرا رئيسا للحي البندقي فيها الذي كان يصدر الى الغرب الاوروبي [117]، ونقلت الى المدن الافرنجية وبخاصة اللبنانية منها الاقمشة الحريرية والمنسوجات الاخرى على اختلاف انواعها من المدن الشامية ولاسيما دمشق، ومنها كانت تصدر الى اوروبا[118]. وقد احتل الزجاج الصوري المرتبة العالمية الاولى من حيث جودته [119]، وقد خصص فيها ربض لصناعة الزجاج الجيد، والفخار على حد تعبير الادريسي.[120] وتعود شهرة الزجاج المصنع فيها كالزهريات الشفافة والفائقة الجودة لاستخدام الصوريين مواد اولية ممتازة مستخرجة من المدينة عينها كالرماد مثلا[121]. وكان تلك المصنوعات معروفة في طرابلس وصيدا وتصنّع بطريقة ممتازة وان لم تكن تضاهي الزجاج الصوري[122] . وكان قصب السكر يزرع بكميات وافرة في بساتين صيدا وصور وفي طرابلس[123]. وكانت صناعة السكر من الصناعات الرئيسية في صور معاصره منتشرة داخل المدينة التي كان يملك بعضها الملك وبعضها الآخر البنادقة والجنويون[124]، واعتمدت صناعته في تركيب الادوية. وصدرت المدن اللبنانية زيت الزيتون، الذي كان يطلق عليه الافرنج الزيت الطيب، الذي كان يجلب اليها من مناطق متعددة كالخليل ونابلس.[125] وتميزت صور ايضا بصناعة الاقمشة البيضاء الممتازة الصنع والباهظة الثمن والتي لم يكن يصنع شبيه لها في سائر البلاد المحيطة بها، وكانت تصدر الى كل الآفاق.[126]وقد اشتهرت صور بعدد آخر من الصناعات ذكرها الامير موريس شهاب مثل صناعة المصاغ والحلي على انواعها.[127]ناهيك عما كان ينتجه سهل البقاع من مختلف انواع الحبوب حيث كان للافرنج ثلث محصوله على الاقل في العهد السلجوقي.[128] ونقل الايطاليون المنسوجات المصرية التي كانت تصنعها تنّيس، دمياط، الاسكندرية والفرما[129]، عبر الاسكندرية مباشرة او من الموانئ اللبنانية[130].
لقد وفّرت المدن اللبنانية ولا سيما طرابلس وصور اصنافا عديدة من منتوجاتها الزراعية. كانت سهول طرابلس فسيحة وتتمتع بخصوبة مدهشة وغنية بالحدائق والبساتين الغاصة بالفواكه مثل: النارنج، والترنج، والتين، واللوز، وقصب السكر، وحقول السمسم، والثمار الزيتية خصوصا في أنفة[131]. وتعرّف الايطاليون الى اهمية الشب في الصباغة وغدا استخدامه ضروريا في صناعات اوروبية.[132]
الواردات الافرنجية: ان السلع التي صدرها الايطاليون الى المدن الافرنجية المشرقية كان قسم منها معدا للاستهلاك المحلي والقسم الاخر لاعادة التصدير للداخل المشرقي الى اسواق مصر وسوريا وفلسطين بواسطة التجار الاروربيين انفسهم او عن طريق تجار مشرقيين[133]. وتولى تصدير بعض هذه السلع تجار مشرقيون الى الشرق الاقصى. اما اهم السلع التي صدرها التجار الايطاليون الى الشرق فهي: الاخشاب والاسلحة ولاسيما الخوذ[134] والسيوف [135]، والرقيق، وشكلت صور احد اهم اسواقه [136]، والاقمشة على اختلاف انواعها ومن مصادر متعددة :ايطالية وفرنسية[137] مثل اقمشة شامبانيا Champagneواللانغدوق Languedoc، الفلاندر، بال، انكلترا، آفنيون، واقمشة اخرى مصنوعة من خيوط الذهب في جنوى ولوك، وكذلك نسيج الكتان المشبوك الحبك، ومنسوجات باريسية. ناهيك عن شحنات من القصدير، والمرجان، والزئبق، وجلود الثعالب، والفراء، والقمح، وزيت الزيتون[138]. وجلب الايطاليون الى المشرق الرقيق والعسل والشمع[139].
ان هذا الكم الكبير من السلع التجارية المتبادلة يؤشر الى الحجم الكبير بل المضطرد في الحركة التجارية الواسعة، ويؤشر ايضا على نسبة الارباح الهائلة التي كان يحققها التجار الايطاليون بصورة خاصة. وما كان ذلك ليتم لو لم يساعد الايطاليون بفعالية الافرنج بفتوحاتهم ويحصلوا على الامتيازات المذكورة آنفا. وما كان ذلك لينجح لولا تطور في المواصلات، وانتظام الطرق التجارية العالمية بين الشرق والغرب، والسهر على سلامتها بحمايتها من اللصوص وقطاع الطرق على اختلاف تلاوينهم. وأمن حمايتها كلا الجانبين الافرنج والحكام المسلمين لأن الافادة المادية شملتهما معا.
سادسا: الحركة التجارية: لا تقتصرالحركة التجارية على بيع وشراء السلع او مقايضتها وكيفية وصولها الى الاسواق، انما على مقدار الضرائب المجباة، وكمية النقود، وحركة الصيرفة، وورود السفن ومغادرتها ضمن مواعيد محددة بدقة. وان افتقارنا الى البيانات والوثائق التجارية التي تغني البحث، يدفعنا الى الاعتماد على ما جاء اجمالا في المراجع الاجنبية، وعلى تقديرات عامة.
النقود: ادى تدفق الجاليات الايطالية الى المشرق العربي وممارساتهم التجارية الى فورة نقدية على مستوى وفرة العملات وتنوعها بحيث تلاقت النقود البيزنطية مع الدنانير العربية والاسلامية، ومع النقود التي سكها الافرنج كالدينار الاسلامي الذي جاء تقليدا للدينار الفاطمي لتسهيل التبادل التجاري مع المسلمين، ثم استبدل به دنانير مسيحية بتدخل من البابا انوسانت الرابع[140]. وضربت بصور دنانير اسلامية تعود الى عهدي السلاجقة والايوبيين ومطلع العهد المملوكي[141]. وسك الافرنج البيزنت Bezant الذهبي[142] وكانت قيمته تفوق الدينار العادي.[143]وكان يحق للايطاليين رغم الامتيازات التي حازوها سك نقودا ذهبية خاصة بهم، انما اجيز لهم سك دراهم برونزية عرفت باسم “بافيش”Bafych [144]ورفض كثيرون التعامل بها لشدة ما لحق بها من غش.[145]هذا بوجه عام لأن فلامنغ يؤكد ان البناقدة سكوا نقودا ذهبية في صور اجازتها لهم معاهدة 1124 واستمروا مستفيدا منها حتى عهد فيليب دي مونتفرات، وجاءت مشابهة للدنانير الاسلامية[146].
المصارف والصيرفة: اوجب الكم الهائل من النقود والنشاط التجاري المتزايد قيام مراكز مصرفية. بخاصة ان الجمهوريات الايطالية كانت تملك مصارف ضخمة انتشرت فروعها في انحاء عديدة من العالم بما فيها المدن الساحلية الافرنجية لتسهيل التبادل التجاري[147]. وقد زاولت المؤسسات الدينية العسكرية مثل الداوية والاسبيتارية وغيرهما الصيرفة بفضل ممتلكاتها الشاسعة في مختلف انحاء اوروبا، وعرفت نظام السحب والايداع والايصالات في التعامل النقدي[148]، وشارك في هذه الاعمال مصرفيون ايطاليون ويهود.[149]
لقد جنى المصرفيون والصيارفة اموالا طائلة خوّلت ملوك المملكة اللاتينية في القدس الاستدانة منهم عند الحاجة[150]. فاذا اعتمدنا صور وحدها كنموذج لتلك العمليات، كما اوردها الياس القطار، لتبيّن لنا مقدار الدورة النقدية وتطوّرها، وبالتالي النمو المضطرد للحياة الاقتصادية عامة والتجارية خاصة. فقد كان البنادقة لوحدهم يملكون فيها تسع مراكز لصرف النقود تمركز احدها في فندق الملك، وكان للجنويين اربعة مراكز فضلا عن شارع بكامله خصص للصيرفة والاعمال المصرفية، ومركز خاص باليهود.[151] ولم تقل الاعمال الصيرفية والمصرفية في طرابلس عمّا كانت عليه في صور بخاصة بعد سقوط انطاكيا وانتقال اسرة امبرياتشي اليها.
الرحلات التجارية: ما ان استقرت الجاليات الايطالية في مدن مملكة القدس اللاتينية حتى شرعوا بتنظيم اعمالهم التجارية ومنها تنظيم الرحلات التجارية الكبرى بين اوروبا والمشرق العربي ذهابا وايابا. وقد خصصت رحلتان فقط في السنة الواحدة تتلاءم مع هبوب الرياح المرسمية التي لا تهب الا في الربيع والخريف[152]. فكانت الاولى تبدأ في شهر آذار، والثانية في شهر ايلول.[153]وتوافق قدوم السفن مع انعقاد الاسواق التي كانت على ثلاثة انواع: موسمية تنعقد في مواعيد وصول السفن لتلاؤمها مع هبوب الرياح الموسمية[154]، والسنوية التي كانت تنعقد في فترة الاعياد الدينية، وبما ان مواعيدها لم تكن ثابة فقد جرى تقليد انعقادها مرة ثانية مع وصول “سفن المدة” توخيا للربح الناتج عن التبادل التجاري مع الايطاليين[155]، والمحلية التي كانت دائمة اجمالا.[156]
زاد هذا الغنى بالاسواق وتوفر السلع بشكل مستمر بحجم التبادل التجاري، فانشئت المستودعات الكبيرة لتخزين السلع بانتظار عودة سفن المدة التي كان مجيؤها يشكل سوقا كبيرا وحركة اقتصادية تامة يشارك فيها التجار المشارقة والاوروبيون. وادى ازدهار التجارة في مملكة القدس الى تطوّر في صناعة السفن، ففي القرن الثالث عشر صار بعضها يحمل ما مقداره ستمائة طنا بعد ان كانت الحمولة القصوى في القرن السابق عليه خمسمائة [157]. لقد لبى هذا التطور حاجات التجارة المضطردة الازدهار، وصارت سفن المدة تحمل مئات التجار وعددا هائلا من المستثمرين الاوروبيين بخاصة الايطاليين الذين كانوا يقصود المشرق لتوظيف اموالهم بالتجارة[158]، فنشأ تبعا لذلك شركات تجارية ذات رؤوس اموال متعددة المصادر.
دور التجار والحجاج المنفردين: ان ما تجدر ملاحطته في هذا السياق العام هو ان الحركة التجارية لم تكن وقفا على كبار التجار والشركات التجارية الضخمة، انما شارك فيها الحجاج الاوروبيون والتجار المنفردون ممن كانوا يفتقرون الى اماكن سكنية خاصة بهم، فكان الواحد منهم ملزما استئجار مكان اقامة او منزل في حي جاليته ما كان يرفع قيمة الايجارات عند انعقاد الاسواق، وبخاصة عند قدوم سفن المدة، الامر الذي كان يزيد في زخم الحركة التجارية [159].
الضرائب : ان مسألة دفع الضرائب في الموانئ الفرنجية خضعت لعملية مد وجذر تبعا لحاجة الفرنجة الى الخدمات الايطالية العسكرية،وبالتالي لم تنفذ بنود المعاهدات التي تحدثنا عنها الا كيفيا ان جاز التعبير.انما من الواضح وفق المصادر والمراجع الصليبية كانت السفن عندما تصل الى قبالة اي ميناء صليبي تخضع للتدابير التالية : تقرع الاجراس اعلانا لوصولها،ويتوجه نحوها قارب صغير لارشادها للمكان المخصص لرسوها ، او تعمد عدة قوارب صغيرة لتفريغ حمولتها ونقلها الى الشاطئ. اي يكن التدبير التي كانت تخضع له السفينة من التدابير التي ذكرت ،كان يتبعها المراحل الاربع التالية: انزال البضائع، ثم تسجيلها في الدوائر المختصة منعا للتلاعب ،وبعد ذلك تخزن البضائع، واخيرا تتم عملية البيع ،وهذه العمليات الاربع ادت الى تنوع الضرائب وتعددها بحيث دفع التجار الايطاليون الضرائب التالية : الرسو، والميناء ،والمبادلات التجارية او حركة السوق من بيع وشراء واخيرا ضريبة العودة او مغادرة السفينة الميناء[160] .وقد عمد المؤرخ البريطاني الحديث ماير Mayer بالاستناد الى مصادرة متعددة الى تحديد الى حد بعيد قيمة الضرائب التي دفعها الايطاليون في الموانئ الفرنجية وهو ميز بين الضرائب على السلع بحيث استوفى الصليبيون ضرائب مرتفعة على السلع المعدة للاستهلاك المحلي فوصلت قيتها الى 15% ،في حين تراوحت قيمة الضرائب المعدة لاعادة التصدير والتي جلبها الايطاليون بين 6،4 و2،11 % من قيمتها الاصلية.
وكما ذكرنا سابقا فان اهم مرفأين لبنانيين في العهد الفرنجي تمثلا بطرابلس وبصور، ولم يكن فيهما على ما يبدو مراكز للضرائب على السلع المشرقية، فالسلع القادمة الى صور مثلا كانت تمكّس في حصن هونين التابع لملك القدس[161].
وهكذا افاد الافرنج من الضرائب المتعددة التي كانوا يجبونها على السلعة الواحدة في عدد من المراكز تعويضا لهم عن الخسائر التي كانوا يتكبدونها نتيجة منحهم الامتيازات للايطاليين حين تم تأسيس مملكة القدس وملحقاتها على مراحل، وكذلك من اجل حمايتها من السقوط، الامر الذي اعفى الايطاليين من عدد كبير من الرسوم والضرائب، واجاز لهم حق استعمالهم مكاييلهم وموازينهم الخاصة المعفاة من الضرائب، لأنهم لو استخدموا موازين ومكاييل الملك لكانوا دفعوا الضرائب المتوجبة عليها. لأن الافرنج لم يدركوا عند التأسيس اهمية التجارة وقيمة حركتها الحقيقية، ولا دور الايطاليين المستقبلي على المستويين التجاري والاداري.
وعلى هذا افاد الايطاليون من خدماتهم العسكرية التي وضعوها في خدمة الافرنج الى ابعد، لأنهم تمتعوا برؤية مستقبلية واسعة ودقيقة. وقد نجح احيانا الافرنج في اختزال بعض مضامين الامتيازات، انما التطورات السياسية والعسكرية كانت تجفعهم مجددا الى خدمات الايطاليين العسكرية، فتتجد اذ ذاك المعاهدات ويحصل الايطاليون على امتيازات اضافية احيانا.
.
[1] – لنا عودة تفصيلية لتلك الامتيازات
[2] – EI2, “ Al- kuds” v. 1, pp. 324…
[3] – The travels of Sir Jhon Mandville, translated and introduced by C. W. R. D. Mosley, London. Penguin Books, 1983. p. 43
[4] – المقدسي، محمد بن احمد البشاري، احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، وضع مقدمته وهوامشه وفهارسه محمد مخزوم، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1978، ص 153.
[5] -“ The Springs of Western Ideas of the Holy War”, in The Holy War, ed. Thomas P. Murphy. Columbus Ohio, Ohio State University Press, 1976, p 27
لمزيد من التفاصيل: انظر: بني كول ” فلسطين في كتابات العالم الغربي اللاتيني في القرنين 13و14 م.” ضمن كتاب الصراع الاسلامي- الفرنجي على فلسطين في القرون الوسطى، هادية الدجاني شكيل، وبرهان الدجاني، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، 1994، ص101
[6] – ابن الاثير، عز الدين، الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1979، ج10، ص 66-67
ضومط، انطوان وآخرون، الشرق العربي في القرون الوسطى، الدار اللبنانية للنشر الجامعي، بيروت، 1996، ص، 183
[7] – هايد ، تاريخ التجارة في الشرق الادنى في العصور الوسطى ، تعريب احمد محمد رضا ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة ، 4اجزاء ، ج1 ، ص 146
[8] – سلاجقة ، فاطميون ، ايوبيون ومماليك
[9] – هايد ، تاريخ التجارة في الشرق الادنى في العصور الوسطى ، تعريب احمد محمد رضا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1985 ، 4اجزاء ، ج 1 ، ص 149
[10] – زيتون عادل ، العلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب في العصور الوسطى ، دار دمشق ، دمشق ، 1098 ، ص 55 – 56
-11 Byrne , E. H. , Genosese Shipping in the twelfth and thirteenth centuries , Cambridge , 193 pp 5-6
.
[12] – هايد ، المرجع السابق ، ج 1 ، ص 146
[13] – المكان عينه
[14] – بالار ( ميشال ) ، ” الجمهوريات البحرية الايطالية والتجارة في الشام- فلسطين ، من القرن الحادي عشر الى القرن الثالث عشر ” ضمن كتاب الصراع الاسلامي – الفرنجي على فلسطين في القرون الوسطى ، تحرير هادية الدجاني شكيل و برهان الدجاني ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت ، 1994 ، ص 182- 183
[15] – Ashtor , E. , A Social an Economic History of the Near East in the Middle Ages , London , 1977 , pp. 196, 353
[16] – هايد ، ج 1 ، ص 146
[17] – بالار ، الجمهوريات البحرية ، ص 183
[18] Cahen , C.,” Le commerce d’Amalfi avant pendant et apres la croisade “Comtes-rendus de l’Academie des Inscriptions et Belles Lettres , Paris , 1977 , pp. 29 – 31. , p. 295
[19] – بالار ، الجمهوريات البحرية ، ص 184
[20] – Recuil des Historiens des croisades , Lois , 2 T. , T.I , Assises de Jerusalem , publie par le conte
Deugnot , T.I , pp. 276 , 29.
[21] – السيني، صدر الدين علي، زبدة التواريخ، اخبار الامراء والملوك السلجوقية، تحقيق محمد نور الدين، دار اقرأ، بيروت، 1986، ص 53، 55،
ابن القلانسي، ذيل، ص 178-183
[22] – لمزيد من التفاصيل انظر: الحسيني، زبدة، والاصفهاني، تاريخ دولة آل سلجوق،
وابن الاثير، عز الدين، الباهر في الدولة الاتابكية، القاهرة، 1963 …
[23] – لمزيد من الاطلاع انظر السيد، ايمن فؤاد، الدولة الفاطمية في مصر- تفسير جديد، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط2، 2000 ص 209 وما بعد
[24] – ريشار، جان،” تكوين مملكة القدس”، ضمن كتاب، الصراع الاسلامي الفرنجي على فلسطين في القرون الوسطى، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1994، ص 149
[25] – D’Aix A, Conquete de la Terre Sainte (1096-1118), Guizot, 2t, ed. de l’Orient, Beyrouth, 1993, pp.352
De Tyr, Guillaume, Le Royaume De Jerusalem, Guizot,3t. ed. de l’Oeient, 1992, tII,pp 1-16.
[26] – D’Aixe, I, pp. 359-372, 385
– ريشار، تكوين، ص 149
[27] – De Chartre, III, pp. 378-379.
de Tyr, roy. II, pp 60-65
Grousset, Hist., II, pp. 204-29
[28] – D’Aix, Con., I, p. 444,
De Chartre, hist., pp. 117-118
ابن القلانسي، حمزة بن اسد، ذيل تاريخ دمشق، تحقيق سهيل زكار، دار حسان، دمشق، 1983، ص 225.
[29] – de Tyr, roy, II, pp. 84-85
Richard, roy. P. 86
–
[30] – Grousset, Hist., II, pp. 167-169
لمزيد من التفاصيل انظر: قطار الياس، لبنان في القرون الوسطى، ج2، بيروت، 2008، ص65-67
[31] – القطار المرجع السابق، ص 67-68
[32] – لمزيد من التفاصيل حول الناحية العسكرية انظر: القطار، لبنان، ص 70-77
[33] – Eracles, l’histoire de Eracles Empereur, et conquete de la terre d’outre mer, RHC. T II, Paris, 1844, pp. 558-563
Diehl, Charles, La republique de Venise. Flamarion, 1967, pp.55-56
Grousset, R, Histoire dfs Croisades et du Royoaume franc de Jerusalem, Paris, 1981, t III, pp. 114-116
[34] -De Tyr, Guillaume, Le Royaume de Jerusalem, ed. Guizot, Paris. 1992 II, pp.260-275
Lamont, J. L.Feodal monarchy in the Latin Kingdom of Jerusalem. 1100 to 1291. Cambridge, Massachusetts, 1932. p 31
Grousset, His, III, 114-129.
[35] – وساهمت مملكة القدس بسقوط كل مدن الساحل اللبناني، ولنا عودة الى الامتيازات التي هي لب موضوعنا
[36] – ريشار، جان، تكوين مملكة القدس اللاتينية وبنيتها، ضمن كتاب الصراع الاسلامي- الفرنجي، ص 150
[37] – Cahen , C. , Orient et Occident : au temps des croisades , Paris , Aubier , 1983 , p. 1.7
[38] – Ibid , p.p. 78 – 79
[39] – Wiilliame of Tyre , A History of deeds done beyond the sea , II vols , translated by Bebcok and Kery , Newyork , 1943 , v I , p. 434 – 438 , 454 – 456
[40] – هايد ، ج 1 ، ص 152
[41] – Lamonte , J. L. ,Feudal monarchy in the Latin Kingdom of Jerusalem 11.. – 1291 , Cambridge , Massachusetts . 1932 , p. 264 – 265
[42] Novar , Philip de , The wars , of Frederick II , against the Ibelins in Syria and Cyprus , translated by Lamont J. I. , New york , 1936 , pp. 136 , 144
[43] – William of Tyr, op. Cit 456
[44] – Novar , op. Cit. P 136
[45] Lamonte , J. L., Feudal minarchy in the latin kingdom of Jerusalem , 11.. to 1291 , Cambridge , Massachusetts , 1932 , p 229
[46] – هايد ، تاريخ التجارة ، ج 1 ، ص 162
[47] Lamont , feudal , p. 269
[48] – القطار، الياس ، المجتمع في صور في العهد الفرنجي ، ضمن كتاب وثائق المؤتمر الثاني لتاريخ مدينة صور ، 1998 ، ص 123
[49] Chehab,M., Tyr à l’époque des croisades histoire religieuse et economique, ed. Maisonneuve, T2, Paris,1979,pp. 362-372
[50] – القطار ، الياس ، المجتمع في صور ، ص 124 – 125
[51] – المكان عينه
[52] – القطار ، المرجع السابق ، ص 125
[53] – بما ان بحثي لا يتناول الا المدن اللبنانية فلن اتحدث عن الامتيازات التي نالها البيازنة في امارة انطاكيا التي فصلها كل من : Nicholson , R. . L. , Tancrad , Chicago , 194. , pp. 166. و Lamonte , Feudal , p. 27. ، وهايد ، ج1 ، ص 154 – 155
[54] – لمزيد من التفاصيل انظر : زيتون ، العلاقات الاقتصادية ، ص 135
[55] – القطار ، المجتمع في صور ، ص 125
[56] – Lamonte , Feudal monarchy , p 269
[57] – القطار ، المجتمع ، ص 126
[58] – Chehab , Tyr , tII , p 362-372
[59] – زيتون ، المرجع السابق ، ص 137 – 138
[60] – القطار ، المجتمع ، ص 126
[61] – هايد ، ج1 ، ص 148 ، و زيتون ، المرجع السابق ، ص 137 – 138
[62] – القطار ، المجتمع ، ص 126
[63] – – Lamonte , Monarchy , p 271
[64] – انظر ما سبق
[65] – هايد ، ج1 ، ص 155
[66] – هايد ، ج1 ، ص 157
[67] – Guillaume of Tyr , op. Cit. , I , 552 – 556 ، وليم الصوري ، تاريخ الحروب الصليبية ، ج1 ، 702 ، وهايد ، ج1 ، ص 166
[68] – الصوري ،( وليم ) ، تاريخ الحروب الصليبية ، ترجمة سهيل زكار ، بيروت ، 199. ، جزءان ، ج1 ، 6.1 ، وانظر ايضا ،
Nicholson , r. l. , Tancred , Chicago , 1940 , p 113
[69] – Riley- Smith ,” Governent , in latin Syria and the commercial privileges of foreign merchants “, in the relathons beween east west , Edinburgh , 1973 , p 11.
[70] Richard , J. ,Le Royaume gatin de Jerusalem , Paris . 1953 , p. 225
[71] Richard , J. ,Le Royaume gatin de Jerusalem , Paris . 1953 , p. 225
[72] -Riley-Smith , The feudal nobility and the kingdom of Jerusalem 1174- 1277, London , 1973 ,pp. 67-68
[73] – ابن الاثير ، عز الدين ، الكامل في التاريخ ، ج9 ، ص 179-182
[74] – Riley-Smith , feudality , pp. 67-68
[75] – Novar , op. Cit. , pp. 205
[76] – هايد ، ج1 ، ص 17.
[77] – المكان نفسه
[78] -Lamonte , Feudal , p. 234
[79] – بلار ، الجمهوريات البحرية ، ص 194
[80] – Riley-Smith , nobility , p. 7.
[81] – Mayer , H. E., The crusades , Oxford , 1972 , p 175
[82] – Novar , op. Cit. , p 208
[83] – Brousset , R. , L’Empire du Levant , Payot , Paris , 1979 , p 53.
[84] – Flemhng , W, B. , The history of Tyr , Cogombia , 1915 , pp. 1.7- 11.
[85] – ibid
[86] – ابن بطوطة ، الرحلة ، ص 62
[87] – Mayer , Crusades , p 163
[88] – فهمي، نعيم زكي، طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغرب، الهيئة المصرية العامة العامة للكتاب، القاهرة، 1973، ص 124 .
ضومط، انطوان، الدولة المملوكية التاريخ السياسي والاقتصادي والعسكري، دار الحداثة، ط1 بيروت، 1980، ص182
[89] – فهمي، طرق، ص 124
ضومط، الدولة، ص 182
[90] – لمزيد من التفاصيل انظر: Heyd, T I, p. 457, II p.58
Depping, Histoire du commerce entre le Levantet l Europedepuis les Croisades des colonies d Amerique, t II, Paris, 1865, pp. 76-77, 102-103
اليوزبكي، توفيق اسكندر تاريخ تجارة مصر في عصر المماليك، الموصل، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر، 1975، ص 73-77
ضومط، الدولة، المملوكية، ص 184-189
[91] – ابن خرداذبه، المسالك والممالك، تحقيق محمد مخزوم، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1988، ص74-76
[92] – خسرو، سفر نامة، 46-47
الادريسي، ابو عبد الله محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، طبعة نابولي-روما، ج2، ص137
[93] – خسرو، سفر، ص46-47
[94] – ابن جبير، محمد بن احمد، الرحلة، دار صادر، بيروت، 1983، ص227- 233
[95] – والخان هو محطة تجارية للتجار الشرقيين، وهو يتألف من مجموعة ضخمة من الحوانيت والمستودعات التجارية، في وسطها بهو كبير مسقوف معد لحفظ سلع التجار. وفي الخان يرتاح التاجر ويريح دوابه، ويمكنه المبيت فيه، وان اراد اكمال رحلته مباشرة ان يفيد من سبيل الماء والحانوت الواقعين خارج الخان حيث يستطيع التزود بما يشاء. انظر ابن بطوطة، محمد بن عبد الله، تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاقطار، المطبعة الاميرية، القاهرة، 1923، ج1، ص 43.
ضومط، الدولة المملوكية، ص210-211
[96] – ابن جبير، الرحلة، ص 272-274، 282
ابن بطوطة، عجائب، ص 62
:” تقيّد اسواقها – اي حلب- الابصار حسنا وعجبا، ومليئة بالحوانيت، واكثر حوانيتها من خشب بديع الصنعة…ومنها الى قنسرين، فمرواحين وفيها خان كبير…يعرف بخان التركمان، وخانات هذا الطريق كأنها القلاع امتناعا وحصانة، وابوابها حديد…ومنها الى ثمنى وفيها ايضا خان…فبلاد معرّة النعمان فجبال لبنان او الى اللاذقية…ومن معرة النعمان الى حماه…ثم الى حمص فبعلبك…الى بيروت…والطريق من حمص الى دمشق قليل العمارة…
[97] – المصدر السابق، ص 62
رانسيمانز، ستيفن، تاريخ الحروب الصليبية، ترجمة السيد الباز العريني، بيروت، 1967-69، ج3، ص61
Ziadeh,N, Urban life in Syria under the early Mamluk, Beyrut, 1953, pp. 135-136
[98] – الادريسي، ج1، ص358 -359
[99] – المصدر السابق، ج1، ص 365
[100] – المكان عينه
[101] – Heyd, t I, pp.459-460
Depping, T I, p. 96
[102] Pirenne , H. , Histoire economique et sociale du Moyen-Age , Presse universitaire , Paris , 1969 , p 122
[103] – Grousset , op. Cit. , pp. 323 – 324
[104] هو نبات طبي من فصيلة الزنجبيل
[105] – هي عشبة يستخرج من جذورها مادة عشبية تستعمل في صناعة الصوف والحرير
[106] – هايد ، تاريخ النجارة ، ج1 ، ص 176 – 177 و 188 – 189 و 191
[107] – دواء يستخرج من سم الافاعي
[108] – قصب يصنع منه الحصر
[109] – ابن خرداذبه ، المسالك والممالك ، تحقيق محمد مخزوم ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، 1988 ، ص 62 – 63
[110] – الادريسي ( ابو عبدالله محمد ) ، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، طبعة نابولي-روما ، دون تاريخ ، ج1 ، ص 64 – 66 ، 68 –69 ، 73 – 74 ، 77 ، 81 – 82 ، 84 ، 88 ، 91 – 92 ، 99
[111] – ابن مماتي ، ص 81 ن
[112] – المقريزي ، خطط ، ج1 ، ص 1.2 ، والظاهري ، ص 35
[113] – المقريزي ، ( تقي الدين احمد ) ، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار صادر، بيروت ، لا تاريخ ، جزءان ، ج1 ، ص 1.1 – 1.2
[114] – المقريزي ، ( تقي الدين احمد ) ، كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك ، تحقيق سعيد عاشور، القاهرة ، 197. ، ج1 القسم 2 ، ص 449 ، وايضا: الظاهري ، ( خليل بن شاهين ) ، زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك ، تحقيق ، بولس راويس، باريس ن 1894 ، ص 41
[115] – Prawer , J. , The latin , kingdom of Jerusalem , London , 1972 , p 393
[116] – زيتون ، ص 172- 173
[117] – الطليطلي ، بنيامين ، رحلة الطليطلي ، ترجمة عازار حداد ، بغداد ، 1945 ، ص 92
[118] – زيتون ، المكان عينه
[119] – Riley-Smith , nobility , pp. 63-64
[120] – الطليطلي ، الرحلة ، ص 92 ،
– الادريسي ، ( محمد بن عبد الله ) ، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، جزءان ، عالم الكتب ، بيروت ، 1989 ، ص 365 – 366
[121] – هايد ، تاريخ التجارة ، ج1 ، ص 191
[122] – Riley- Smith , nobility , pp. 64 – 65
[123] – Fleming , p 95
[124] – القطار ، ( الياس ) ، الحياة الاقتصادية في صور ، ضمن كتاب وثائق المؤتمر الاول لتاريخ مدينة صور ، 1996 ، ص 79
[125] – ابن بطوطة ، ج1 ، ص 6.
[126] – الطليطتلي ، الرحلة ، ص 92 ، والادريسي ، نزهة ، ج1 ، ص 366
[127] – Chihab , op , cit. , p 34.
[128] – ابن القلانسي، حمزة بن اسد، ذيل تاريخ دمشق، تحقيق سهيل زكار، دار حسان، دمشق، 1983، ص 264
[129] – المقريزي، تقي الدين احمد، كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق سعيد عاشور، القاهرة، 1970، ج1 القسم الثاني، ص449
الظاهري، خليل بن شاهين، زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك، تحقيق بولس راويس، باريس، 1894، ص 41
[130] – المقريزي، تقي الدين احمد، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار صادر، بيروت، لا تاريخ، ج1، ص101-102
[131] – خسرو، ناصر، سفر نامة، ترجمة يحي الخشاب، ص 47،
هايد، تاريخ، ج1، ص 188-189
كاهن، كاود، الشرق والغرب، ص 207
[132] – ابن مماتي ، ( اسعد بن الخطير ) ، قوانين الدواوين ، جمعه وحققه عزيز عطية ، القاهرة ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، ط1 ، 1991 ن ص 328 ، والمقريزي ، خطط ، ج1 ن ص 1.8
[133] – زيتون ، ص 178
[134] – Riley-Smith , nobility , p 64
[135] – Prawer , op, cit. , p 1..
[136] – Fleming , op. Cit., pp. 113-114
[137] – Prawer , op cit. P 1..
[138] – بالار، الجمهوريات، ص208
[139] – ضومط، الدولة المملوكية، ص240
[140] Chehab, T II, pp.455-456
[141] ابن جبير، الرحلة، ص 274.
ابن تغري بردي، النجوم في ملوك مصر والقاهرة، القاهرة، القاهرة، 1930-1956، ج6، ص37
[142] – Lamont, Feudal Mon., p.74
[143] – Chehab, op. cit. p.456
[144] Lamont, Feudal, p.74
[145] Chehab, op. cit. p456
[146] – Fleming, History of Tyr, p.160
[147] – فهمي، طرق التجارة، ص 340 .
نعينع، الاهمية التجارية، ص 103
[148] – Chehab, op. cit. p.454
[149] -chehab, op. cit. p.454
نعينع، المرجع السابق، ص 104
[150] – Chehab, ibid
[151] – القطار، الحياة الاقتصادية، ص87
[152] ابن جبير الرحلة، ص256
[153] Depphng, T I, p60
Mayer, The crusades, p 220
Riliey-Smith, Nobility,pp.67, 447
[154] – Clerget Barcel, Le Caire etude de geographie urbaine et d’histoire economique, T II, le Caire, 1934, p39
ضومط، الدولة المملوكية، ص 211-212
[155] – ضومط، الدولة المملوكية، ص 212
[156] – زيتون، ص 171
[157] – زيتون، ص 171
[158] Byrn, Genoeses, pp. 160-161
[159] – هايد، تاريخ التجارة، ج1، 165
[160] – Riley-Smith , nobility , pp. 7.-72
[161] – ابن جبير ، الرحلة ، ص 1.2